مُنتَخَب النَّشامى .. قوة الإرادة ورمز الفخر
ياسمين الخلايلة
12-02-2024 11:04 AM
نبارك للمنتخب القطري الشقيق فوزَهُ بكأس آسيا، كما ونهنئ رموزَ الفخرِ والعزمِ، أبطالُ الكرةِ المستديرة، يا من كتبتُم بأقدامِكم قصَصَ النَّجاحِ والتَّحدي، فقد سطَّرتم تاريخَ البطولاتِ بأداءٍ لا يُنسى، يا من تحدَّيتُم الصِّعابَ وأثبتُّم جاهزِيَّتِكم للمعركةِ في كلِّ دقيقة، يا من زرعتُم بذورَ الأملِ في قلوبِ مُشَجِعيكُم بكُلِّ تَمرُّدٍ وتحدٍ، يا شموسَ الملاعبِ يا من حملتُم الكرةَ وكأنَّها قلبكم، وتحدَّيتُم الظُّروفِ ونهضُّتم بروحِ المقاتِل الشريف، وإن لم يحالفكم الحظَّ بالكأس يكفيكم شرفًا بأنَّكم انتصرتُم بأخلاقكم وإصراركم ففزتُم بقلوبِ الملايين، ورغمَ أنَّ النَّتيجة لم تكن لصالِحِكم، إلَّا أنَّكُم أبهرتُم العالمَ بأخلاقكم الرَّفيعة وروحكم الرِّياضية.
ولكن يبقى السؤال الأهم، هل حقًا استَحَقَ المنتَخَب القطري الشَّقيق كل ركلات الجزاء هذه، خصوصًا أن الكثيرَ من المحلِلِّين الرياضيِّن المُختَصِّين أكَدوا بأنَّ الركلةَ الثانية غير صحيحة؟ وهل حقًا كان اللاعب أكرم عفيف لاعب المنتخب القطري الشقيق يفقد توازُنَهُ في هذه المنطقة تحديدًا لمجرد تلامسٍ طفيف لا يرقى لإسقاطِ ورقة خريف عن غصنِ شجرة هش؟ فهذا كُلُّه أشعَلَ جدالًا واسعًا في أوساطِ المشجعين لمنتخَب النَّشامى وربَّما بين جمهور الفريق المنافس أيضًا، حولَ حكم المبارة الصِّيني الَّذي تسببَّت قرارَتُهُ خلال هذه المبارة الفاصلة والحاسمة والتَّاريخية في تفجيرِ بركانٍ من الجَّدَلِ والشُّكوك، حيثُ أصبَحَت نقاشاتُ الجماهير تدورُ حولَ مدى موضوعِيَّتِهِ في إدارة هذا اللقاء و ربَّما غيرهِ من اللقاءات السابقة، على كلِّ حال نبارك للمنتخب القطري الشقيق بهذا الفوز، ونبارك لمنتخب النَّشامى مُنافَسَتَهُ الشَّريفة وأخلاقَهُ العظيمة ففازَ بقلوبِ المشجِّعين والخصومِ معًا.
فقد كنتم بعزمِكم وإرادَتَكم نبراسً يُضيءُ لنا الطريقَ في عتمَةِ التَّحدِّيات، ففي كلٍّ لحظةٍ من لحظات المباراة كتبَ النَّشامى فصلًا جديدًا من فصولِ النَّجاحِ والإنجازات، يُغنُّونَ بصوتِ الوطن ويرفَعونَ شعارَ الوحدَةِ والإنتماء بكُلِّ فخرٍ واعتزاز، فقد كنتُم تَثِبُونَ نحوَ هدفِكم بأناقَةِ الأسود، فَتُرَوِّضونَ الكرةَ بحنكةٍ لا مثيلَ لها، وتزرَعُونَ الفرحَةَ في قلوبِ محبِّيكُم ومُشَجِعيكُم، ممثلينَ لمقولَةِ أَنَّ العزيمَةَ لا حدودِ لها.
فهنيئًا لكم يا فخرَ هذا الوطن، وهنيئًا لكم يا نشامى هذه البطولة، وهنيئًا لكم يا أبطالَ الكرةِ النَّظيفة وهنيئًا لكم شرفَ الخصومَةِ الطَّاهرة والمنافَسَةِ الشَّريفة، هنيئًا لكم أخلاقَكُم الرِّياضية الَّتي يشهَدُ لها القاصي والدَّاني، فعلى مرِّ تاريخكم لم يُسمَع عنكُم أَنّكُم حصلتُم على لقبٍ أو بطولَةٍ أو فوزٍ وكان يُذيَّل بكلمة "مبيوعة"، فكنتُم خيرَ من مثَّلَ الوطنَ في كُلِّ بطولَةٍ وفي كُلِّ محفل، فتُوِّجتُم بقلوبِ جمهورِكُم ومُحبيكُم أبطالَ بطولاتِ الأخلاقِ واللَعِبِ النِّظيف.