هل يكون ربيع الصابرين .. ؟
م. عبدالله الفاعوري
12-02-2024 08:45 AM
مرت الأيام والأشهر والقتل والتشريد والإبادة لا تفارق شعب غزة الجبار، وأمام صنوف الموت لا نجد منهم إلا موقف الثبات في سبيل الدين والعرض والأرض رافضي كل صنوف الذل والصغار رافعين شعار لا حرية أبدان بلا حرية أوطان، فقط وصف القرآن جميع من يقطن الأرض المباركة بالجبارين، ولا يحق لأبناء غزة الجبارين إلا النصر والحرية والغلبة والرفعة.
الكل يترقب في هذه الأوقات وينتظر بفارغ الصبر رسم خيوطا وملامح وكشف معالم الهدنة لإيقاف هذه الحرب السافرة بحق شعب غزة، ولو قمنا بتسليط الضوء على هذه على جوانب التوقعات والتكهنات بحق هذه الهدنة لوجدنا أن هذه الهدنة هي علامة نصر لفصائل المقاومة وذلك لصمودهم وبسالتهم ودفاعهم عن حرية غزة أمام هذا الحصار حيث على الرغم من فارق الإمكانات والعتاد أثخنوا جراح الكيان الغاشم من تدمير الآليات وقتل وترويع الجنود وعطبهما، مما أظهر الوهن في نفوسهم وكسر شوكت جيش الكيان المهزوزة أمام العالم وأفشل جميع مخططات هذه الحرب وجميع المخططات الدينية التي سعت إليها الحكومة المتطرفة بحق المسجد الأقصى.
اليوم جميع قوى العالم تحترم آراءهم ومطالبهم في صفقة التسوية، أما الكيان الغاشم نجد هزيمتهم فلا أهداف محققة فلا تصفية للمقاومة ولا استعادة أسرى فقط إبادة للمدنيين وترويعهم وهذه أهداف الجبناء، إننا اليوم نجد الحرب في طريقها للتوقف وتحقيق السلام بنصر معنوي للمقاومة، فاليوم جميع من وقف في صف الكيان يعود للحياد وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب إنهاء الحرب من أجل التفرغ لانتخابات الداخل المثقلة وكذلك السعي نحو منع التوسع الإقليمي لهذه الحرب.
اليوم نجد العودة نحو الوراء إلى مفهوم حل الدولتين، لكن من الأمور المتناقضة في سبيل ذلك، هل العودة نحو حل الدولتين يناسب أيدولوجية اليمين المتطرف الحاكم في دولة الكيان؟، حيث أن هذا اليمين لا يعرف إلا نفسه فلا يسالس ولا يتعايش مع الآخر، وينظر للآخر بالدونية، وهل هذا التوجه سيقود إلى إقصاء اليمين المتطرف من الحكم في دولة الكيان، وحيث تحقق أمريكا تطبيع السعودية مع دولة الكيان ليكون من أهم المكتسبات والأهداف الاستراتيجية بعد الفشل بالحرب؟.
إننا أمام أيام حاسمة مفصلية، ستحدث الكثير من التقلبات لكن هذه الصفقة لو تمت ستكون نصرا للفصائل بعد الثبات بالإضافة ستقود إلى تقدم المقاومة الفلسطينية المنظمة إلى الضفة الغربية من خلال إفراج بعض الأسماء من صفقة التبادل الذين سيشكلون شعلة مقاومة، لكن اليوم تصل المفاوضات لطريق مسدود والحرب ستستمر ويستهدف احفاد القردة والخنازير منطقة رفح التي تحتوي على مليون ونصف المليون في إنذار لكارثة واهداف للتهجير.
وفي الختام نسأل الله ما فيه الخير والسلام والأمان.