أهمية علم البيانات الطبية للأردن
م. وائل سامي السماعين
11-02-2024 11:07 AM
الكثير من الدول وخصوصا المتقدمة علميا، وشركات الأبحاث، وأنظمة الرعاية الصحية، تعتمد بشكل كبير على البيانات المتوفرة لديها والتي يتم تجميعها ومن ثم تحليلها بشكل علمي لاستخلاص النتائج، وتطوير عملية الأبحاث، ووضع الخطط اللازمة.
ومن هذا المنطلق ولافتقار الأردن لهذه الالية في العمل وخصوصا في المجال الطبي، فإنني أرى انه بات من الضروري جدا ان يكون لدينا مشروع يتم العمل فيه على توفير البيانات الطبية المجزأة المنظمة منها وغير المنظمة، ومن كافة الجهات المعنية من أنظمة الرعاية الصحية، ليتم ادارتها وتحليلها للحصول على نتائج واقعية، من اجل التخطيط السليم في مجال الرعاية الصحية.
فعلى سبيل المثال، كم عدد المرضى الذين يصابون بالتهابات بكتيرية، ويموتون جراء عمليات البناء والتوسعة والصيانة المرتبطة في المستشفيات في الأردن. انا واثق انه لا يوجد بيانات متوفرة محلية بهذا الخصوص. بعض الدارسات العالمية تشير الى ان النسبة تصل الى حوالي 8% من مجموع المرضى من الذين يصابون في التهاب بكتيري داخل المستشفيات ويموتون، ولهذا باتت أنظمة الرعاية الصحية في كندا، تشترط ان يكون الكادر الفني لدى المقاولين، مؤهلين وحاصلين على شهادات علمية في مجال مكافحة العدوى في الانشاءات او الصيانة او التوسعةin Construction , Renovation and Maintenance Infection Control .
في حديث دار بيني وبين احد الأطباء من ذوي السمعة المرموقة اخبرني انه منذ سنوات، كان هناك مشروع بهذا الخصوص وممول من الأمم المتحدة، ولكن لأسباب عديدة لم يستمر العمل به، ولهذا ادعو إعادة احياء التفكير بهذا المشروع الطبي الحيوي، لما له من أهمية بالغة لما فيه مصلحة المواطن الأردني، بل وتوفير البيانات للأطباء والمستشفيات ولأنظمة الرعاية الصحية، حتى يكون هذا النظام حديثا "Up to-date" .
* المهندس وائل سامي السماعين
waelsamain@gmail.com