ثمة قناعة بأن مُجرّد «إعادة» إرسال وليام بيرنز/ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA الى منطقتنا, مباشرة بعد انتهاء الجولة الخامسة لرئيس الدبلوماسية الأميركية/ بلينكن, الذي جاء أصلاً لضمان تنفيذ «تفاهم الإطار», الذي توصل إليها في باريس رؤساء الأجهزة الاستخبارية الأربعة.. الأميركي/ بيرنز والمصري والقطري و«الإسرائيلي», تعني/ عودة بيرنز, من بين امور اخرى, ان «الجهود» التي قيل ان بلينكن بذلها في جولته الاخيرة, حصدت فشلاً ذريعاً, خاصة بعد التصريح الوقِح والإستعلائي الذي أطلقه مجرم الحرب/ نتنياهو, قال فيه: ان الحرب على غزة ستستمر حتى «تنتصر إسرائيل تماماً», واصفاً «إطار» باريس بأنه «وَهمِيّ». في وقت أكد فيه موقع «واللا» الصهيوني اول أمس/ الجمعة, ان «أسرائيل» رفضتْ «معظم» مطالب حركة حماس, التي شملها ردّ الحركة على الصفقة المُقترحة, مضيفا/ موقع واللا.. ان حكومة نتنياهو «مُستعدة» لمفاوضات على أساس «مقترح باريس».
فهل يمكن القول ان مدير CIA بيرنز الذي يصل القاهرة بعد غد/الثلاثاء, قادم لمواصلة البحث في إطار باريس الذي شارك فيه بيرنز بنفسه, مع قادة أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية المصرية والقطرية. والدفع بضغوط على حماس للتراجع عن بعض ما ورد في ردّها, والبقاء في مربع مقترحات إطار باريس، على ما يُطالب به إئتلاف الفاشيين في دولة العدو؟، أم ان في جعبته بعض «الجَزَر» المحمول على تصريحات لافتة, أطلقتها إدارة بايدن تعليقاً على «أوامر» نتنياهو لجيشه, باجتياح آخر مدينة في القطاع المنكوب وهي رفح, التي يتواجد على ارضها المحدودة المساحة, حوالي نصف سكان القطاع الفلسطيني, من قبيل قول بايدن ان «الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزّة تجاوز الحد»؟, فضلاً عما قاله البيت الأبيض الأميركي أول أمس/ الجمعة, من ان الولايات المتحدة «أطلعتْ» اسرائيل, على مُذكّرة جديدة تتعلّق بالأمن القومي الأميركي, «تُذكِّر» فيها الدول التي تتلقّى اسلحة أميركية, بـ «الإلتزام» بالقانون الدولي.
لا تبدو الأمور واضحة حتى لآن، في شأن المهمة «المُستجّدة", التي سينهض بها رجل ثقة بايدن/ وليام بيرنز هذه المرة. خاصّة انها تترافق مع استعدادات عسكرية حثيثة. بعد ما أُعلِن ان جيش العدو وافق على خطة «مُعدّة» لاجتياح برّي لمدينة رفح, قيل ان نتنياهو مُصرّ على القيام بها, ويريد الإنتهاء منه قبل حلول شهر رمضان القريب.
في ظل توتر مُتدحرج (أقلّه ظاهريّا)ًً بين بايدن وفريقه مع نتنياهو وإئتلافه, وليس بالقطع بين اسرائيل والولايات المتحدة، حيث ما تزال الأخيرة «تُراهِن» على الثنائي غانتس/ آيزنكوت لتفكيك حكومة الحرب, فضلاً عن رئيس الأركان/ هيرتسي هليفي الذي يرشح انه قال خلال مناقشة مع نتنياهو ــ بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية/12/، قبل أيام، استمرار العملية العسكرية في القطاع. لافتة القناة/12 إلى أن خلافا نشب بين الاثنين، بشأن إيعاز نتنياهو للتحضير للبدء بعملية في رفح، إذ حثّ نتنياهو الجيش الإسرائيلي على «إيجاد حلول سريعة لهذه القضية»، فيما أكد هليفي أن الجيش لديه خطة، ولكن «هناك حاجة إلى ظروف مواتية». زاعماً/نتنياهو خلال نقاشهما إلى أن «الوقت ضيّق، وأن تفكيك كتائب حماس في رفح، يجب أن يتمّ قبل شهر رمضان المقبل».
عودة الى نتائج جولة بلينكن الخامسة؟
ثمّة ما يمكن الإتكاء عليه لتخليص هذه الجولة التي وفق محصلتها المعلنة والمعروفة, حصدت فشلاً ذريعاً, كما الجولات الأربع التي سبقتها بل ان وكالة» أسوشيتد برس» الأميركية إحدى وكالات الأنباء العالمية واسعة التاثير والإنتشار والأولى أميركياً, اعتبرت في تقرير لها أول امس/ الجمعة ان بلينكن تلقّّى » صفعة افتراضية » وازدراء اسرائيلياً, في نهاية رحلته الأخيرة للشرق الأوسط, رغم ما وصفته الوكالة الأميركية التي يُرمز اليها بـالحرفين » AP » »... » التفاؤل » الأميركي. «
فيما قالت شبكة NBC NEWS الأميركية: انتقادات الحرب تُعمّق الخلافات بين بايدن ونتنياهو, والعلاقات بينهما تشهد إنقساما مُتزايدا, والتي/انتقدات بايدن كما تزعم الشبكة الأميركية أصبحت أكثر وضوحاً خلال «رِحلتي» الوزير بلينكن الأخيرتين إلى المنطقة، بما في ذلك الزيارة التي اختُتمت الخميس الماضي. ناقلة عن مسؤول أميركي قوله ان ذلك عكسه ظهور نتنياهو في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع بلينكن، مُعلناً «رفضه» الموقف الأميركي, «قبل أن يتمكّن بلينكن» من مُخاطبة وسائل الإعلام.
**استدراك:
يقول يوسي بيلين في مقالة له اول امس/ الجمعة, نُشرت في صحيفة «إسرائيل هيوم» الصهيونية تحت عنوان » رد الجميل؟ ليس هنا».. «في إسرائيل ناكرون عضال للجميل. فهم يتنكرون للجميل الذي صنعه بايدن ويقولون انه انكشفت حقيقته, واننا لا نحتاجه، فترامب قادم لا محالة, مضيفا/ بيلين على لسان الذين يصفهم بالناكرين وهو يقصد إئتلاف نتنياهو الحاكم وأنصاره», لا نُريد جمائل.. مع كل الاحترام الذي نكنه لكل من يتبوأ منصبك في البيت الأبيض، فاننا لن نتمكن من ان نمر مرور الكرام عن سلوكك المعادي.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي