بدعوة من المملكة السعودية عقد في الرياض أمس الاول الاجتماع الوزاري التشاوري بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بمشاركة وزراء خارجية كل من السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات، إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. .
وشدد الاجتماع على ضرورة إنهاء الحرب على غزة والتوصل لوقف فوري وتام لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين وضرورة رفع كل القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما شدد على دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحث كل الداعمين لها على القيام بدورهم تجاه اللاجئين.
وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين. وشدد على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، كما أكد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأعلن رفض كل عمليات التهجير القسري من قطاع غزة.
هذه النقاط والمبادئ الرئيسية التي اتفق عليها وزراء خارجية الدول العربية الست في اجتماعهم التشاوري ،والتي يمكن ان تشكل ارضية صلبة للتحرك السياسي والدبلوماسي العربي المشترك على المستوى الدولي خلال الايام والاسابيع القادمة، للعمل على وقف الحرب العدوانية وحرب الابادة الجماعية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ،في قطاع غزة والضفة الغربية.
البيان الختامي للاجتماع يمكن ان يشكل نواة لاجماع عربي واعتماده كوثيقة عربية ،تتبناها جامعة الدول العربية ،واعتمادها ورقة عمل مشتركة للتحرك والعمل على اساسها ،لفتح آفاق سياسية من اجل التوصل الى تفاهم وتوافق دولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة،وفرض هذا الاعتراف على الاحتلال الصهيوني ،باجماع دولي ،يضم الدول دائمة العضوية في مجلس الامم الدولي ،على اعتبار ان هذه الطريقة ربما تكون الوحيدة التي يمكن من خلالها فرض حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي دوليا ،وانهاء آخر احتلال على وجه الارض.
الاستعانة بموقف دولي مؤيد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة،وبذل جهد عربي مشترك في هذا الاتجاه،يعتبر افضل واقصر الطرق لتحقيق هذا الهدف،لان حكومة الاحتلال الاسرائيلي الحالية على الاقل،لا يمكن ان تقبل بحلول سياسية من اي نوع،مهما كان حجم التنازل الفلسطيني والعربي،وهي لا ترى في افقها الضيق الا تكثيف الاستيطان والمستوطنين ،والضم والتهجير والدولة اليهودية احادية القومية ،على ارض فلسطين التاريخية.
وخير دليل على ذلك ان الدول العربية وكثير من دول العالم تنشغل في البحث عن حلول لوقف الحرب على غزة ،بينما يقوم نتنياهو وزمرته الفاشية،بحشد الجيش استعدادا للهجوم على لبنان ،مع الرفض بشدة وقف الحرب على قطاع غزة،فحكومة نتنياهو لا علاقة لها بالسلام ومشتقاته،ولا تسلك الطرق المؤدية اليه،لذلك لا بد من التركيز على المجتمع الدولي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط ،على اساس حل الدولتين،وفرض الحل العادل دوليا على الاحتلال الذي يرفض كل اشكال الحلول.
الدول العربية تملك اوراق ضغط كثيرة على الكيان المحتل،وعلى دول العالم ايضا،فهناك معاهدات السلام ،واتفاقيات التطبيع وغيرها،والسفارات والقنصليات والمراكز المختلفة وغيرها من العلاقات مع الاحتلال،يمكن التهديد بوقف العمل بها جميعا،وعلى الصعيد الدولي ،توجد مصالح كثيرة وكبيرة اقتصادية وسياسية وامنية ومالية،بين الدول العربية ودول العالم الاخرى يمكن استخدامها والتأثير على مواقف اهم الدول في العالم.
يشهد العالم اليوم تحولا في المواقف بعد ان تفهم الرواية الفلسطينية والعربية،واقتنع بكذب وزيف الرواية الاسرائيلية،وهذا التحول يصب في مصلحة المواقف العربية والفلسطينية ،ومن الضروري استثمار هذا التحول في تضييق الخناق على حكومة الاحتلال وتعزيز وحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وزيادة الضغط على الاحتلال لاجباره على وقف الحرب،من خلال اتخاذ اجراءات وخطوات عملية جدية ،والانتقال من مرحلة التصريحات والبيانات الى العمل والفعل على الارض،مثل المقاطعة وفرض العقوبات الدولية على الاحتلال.