كل يوم او يومين ، يخرج علينا من اسمه "سيف الاسلام" القذافي ، ليهدد ويتوعد الشعب الليبي ، ولا صفة رسمية له ، سوى ارتجافه المريض كرجفة ابيه ، وعنته المتبدية في كلامه وشخصيته.
آلاف القتلى من الشعب الليبي ، آلاف الجرحى ، بيوت مهدومة ، سجون مفتوحة ، واعتبار القذافي وأنجاله مجرمي حرب ليس بحاجة الى حكمة دولية ، فقد تم ارتكاب جرائم إبادة بحق الشعب الليبي.
هذه جرائم حرب ، وجرائم ابادة ، وقرار مجلس الامن بحظر الطيران فوق ليبيا غير كاف ، فلا بد من اعتقال العقيد وانجاله ، وعلى رأسهم"سيف الجاهلية" القذافي ومحاكمتهم ، واعدامهم ، امام هول الجرائم التي ارتكبوها.
العالم الغربي كاذب ومنافق ، وقد ماطل طويلا ، معطياً القذافي الفرصة حتى ينهي ثورة شعبه ، ولما تأخر ، كان مضطراً لاصدار قرار الحظر فوق ليبيا ، لكننا لم نسمع مطالبات بمحاكمة القذافي وانجاله امام محاكم دولية ، كما طالبواً سابقا بحق الرئيس السوداني.
ليس ذلك فقط.صدام حسين احتلوا العراق لأجله ، وأبادوا مليوناً واكثر من شعب العراق ، وحاكموه واعدموه تحت عنوان انه تسبب بقتل مئات في "الدجيل" واعدموا رفاقه لانهم قتلوا عراقيين في الوسط والشمال والجنوب.
لماذا اذا يسكتون امام حالة القذافي وانجاله القتلة.قصة صدام حسين في حقيقتها ليست قابلة للمقارنة ، لان صدام على رغم كل الجدل حوله تم اعدامه ثمنا للصواريخ التي اطلقها على تل ابيب ، وتم إلباسه عنوان آخر يتعلق بقتل مواطنيه.
ابتلانا الله بحكام قتلة وسفاحين ولصوص ، يقتلون ويقتلون.يسرقون ولايشبعون.عملاء للاجنبي.يبيعون شعوبهم وبلادهم.يضحون بنا كما خراف العيد في صبيحة الاضحى ، بل لربما تتم التسمية قبيل ذبح الخراف ، اما اهلنا في كل مكان ، فيتم قتلهم دون تسمية.
ماهذا الحاكم الذي يقتل ويقتل ثم يريد ان يبقى ، وهل اعدامه واعدام شركائه في الجريمة كاف لاخذ حق الشعب المهدور والمنكوب ، المهتوك عرضه ، والمسال دمه ، في كل مكان في العالم العربي.
المحامون الاجانب والعرب ، عليهم ان يتحركوا لمحاكمة القذافي واولاده ، وان يتم ترتيب حملة دولية بشراكة مؤسسات عربية واجنبية ، وشراكة المدافعين عن حقوق الانسان ، من اجل تقديم القذافي وانجاله الى القضاء الدولي.
فإن لم يكن فليس اقل من محاكمتهم على ارض ليبيا ، هم وكل من شرب دم الشعب الليبي ، في ضلالة وطنية غير مسبوقة ، ومحاكمة "زين الهاربين"بن علي المخنوق وسط رطوبة جدة ، وفرعون مصر ، امر لابد منه.
في كل الحالات ، سقط القذافي.دعونا نرى من سيقدر من الحكام العرب ، ورؤساء الدول الاجانب وضع يده سراً او علنا في يد سفاح ليبيا ، المعتوه ، المجنون ، المثير لاستهزاء وتندر القريب والبعيد.
الاف القتلى في ليبيا وتونس ومصر ، وكل مكان ، ولا احد يدفع ثمن الارواح المهدورة ، فيفر الطغاة ، وتصير القصة فقط قصة الثروات المنهوبة ، وكأننا نستهين بكل هذه الارواح التي يجب ان تكون عنواناً لمحاكمة القتلة في كل مكان.
كانوا ابناء اسرائيل ، وسيبقون عبادها المخلصين ، ممن سبقوها في القتل ، فتفوق التلميذ على معلمه وسيده.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)