ما يقدمه المنتخب الاردني في بطولة آسيا من أداء لا يعتبر عملا رياضيا فحسب، ولا هو بيان وطني أو تمثيل قومي فقط، لكنه يشكل ظاهرة كروية اظهرت المكنون التنموي الذى بتنا نقف عليه في عهد الملك المعزز الذى نحتفل فى يوبيله الفضي هذه الايام ليتم فى عهده بناء قوام اجتماعي وفي بيان إطار الثقافي وفي اظهار المحتوى المعرفي الذي أخذ يشكله الاردن بالرغم شح الموارد وضعف الإمكانات ... فالارادة الاردنية الواثقة من حتمية الانجاز استطاعت الانتصار على كل الظروف وضعف الامكانات كما بينت الادارة الجيدة قدرتها على تحقيق الفوز وتجاوز الظروف مهما بلغت والتغلب على الصعاب مهما علت حتى بات المواطن الاردني ينشد ما ينشده صناع التاريخ ويردد "تأتي الرياح كما تشتهي سفينتنا .. نحن الرياح ونحن البحر والسفن".
وهم يتوقون لتحقيق الإنجاز للأردن الذي طالما تمناه الشعب الاردني في محطة التتويج بكأس آسيا التي أصبحوا اهلا لها منذ لحظة وصولهم للمربع الذهبي وأصبح الكأس في طريقه لعمان منذ ان اعتلا المنتخب سدة المنافسة على ذهبية آسيا، وهو ما جعل من حالة المنتخب الوطني تجسد صورة الانجاز وتبين قدرة الاردني على تطويع الصعاب وجعل المستحيل ممكن والتحدي مهما عظم صغير امام ارادة الاردني الواثقة من حتمية صناعة المجد هذا ما بينته ظاهرة النشامى في المونديال الآسيوي.
وهذا ما يؤكد بيان حسن توظيف الامكانات بمكانها الملائم وهو أيضا ما تظهره مسألة اختيار فريق عمل اداري الذي يعمل دون تدخل ليكون قادرا لتجسيد رؤيته عبر برنامج خططي واستثمار قدراته ضمن الخطة الموضوعة وبيان اختيار الفريق الوطني على مقياس الكفاءة دون نظره اخرى ملازمته حالة الكفاءة لتكون النتائج مبهرة وتذوب كل الهويات الفرعية بهوية الوطن الجامعه التي يتسابق من اجل اعلاءها الجميع ويتضامن من أجل رفعة رايتها كل اللاعبين فى الملعب كانوا أو احتياط ومن جهاز اداري او جهاز فني مساعد او طبي مساند ومن فريق فني وتقني ملازم وإعطاء للمدرب الولاية الكاملة على كل الطاقم والجهاز الذي معه حتى تظهر القيادة في إطار العمل ومن اجل تحقيق اهدافه.
عندها تتكون عند فريق العمل روح الجماعة وتمتلك ارادة الفريق مجموعة الاراده الشعبيه الحاضنة التي تمثل الكل الاردني وليس الاداء الفردي للمنتخب ويصبح الكل تواق لتقديم الإسناد والمساندة في كل المجالات الداعمة والمسارات الرادفة لعمل المنتخب الوطني، هذا لأنه أصبح يكتب التاريخ باسم الأردن على مستوى القارة الاسيويه وهو عمل كبير ويحمل طابع مفعم بالتقدير من كل الشعب الاردني كما من قيادته التي عملت على تقديم الأردن البطل على المستوى الدولي كما سعت لتعظيم دور الأردن على المستوى القاري.
صحيح ان النهائي جاء كما تمنيناه عربيا واصبحت المباراة النهائية مبارة اهلية اردنية كانت نتيجتها او قطريه، لكن ما هو صحيح ايضا ان الاردن سجل علامة فارقة اسيوية بات الجميع ينظر للمنتخب الاردني بطابع منافسة وليس ضمن حالة مشاركة وأصبح المنتخب الاردني يمتلك نجوم تستحق الدعم والاسناد و العناية والرعاية عبر إنشاء أكاديمية المونديال الاردنية لتشكل الرديف والحاضنة لمنتخبنا الوطني ويكون تأسيسها مبني على أساس علمي ومعرفي.
الأردن بات يمتلك نجوم دولية مبشرة اصبحت الاهم في الملاعب الاسيوية، وقد تصبح منافسة على الصعيد الدولي ... التعمري والنعيمات وعلوان وأبو ليلى وحداد والروابدة ومرضي ونصيب والرشدان والعجالين و اللاعبين كلهم اسماء دولية وتقدم اداء كبير يستوجب منا جميعا دعمه وتكريمه ليحظى هذا الفريق بما يستحق من مكانة كونه كتب الأردن في تاريخ السجل الدولي، واملنا ان يعود الكأس معه الى عاصمة مملكة الهواشم حيث دوحة العرب وعنوان مجدها لتتوج مناسبة اليوبيل الفضي للملك بالكاس الذهبي ... وهذا ليس على النشامى ببعيد ... ببركات دعاء كل الاردنين بتحقيق درجة الفوز بالذهب والعودة بكأس البطولة.