الأطلال .. وإذا الشهداء كل في طريق
عروبة الحباشنة
10-02-2024 07:56 AM
أقف الان على الأطلال ، أمام مشهد مسرحي خانق ، " غزاوي " يشتد فوق المقصلة أسفل خشبة المشانق ، فالجراح دموية دفاقة عصية على صمت التوقف ، انها فلسطين التي نقف أمامها خجلى ، نومنا ملبد بشفق الرجاء حينما يتوقف القلب المنادي " حياة " ...
أيها العربي تغفو ... تذكر الأوطان فتصحو !..
اليقظة كما الكرامة لا تستفيق إلا بحوار تحرري لا يستكين ، بجماهير تقول للأفعى كفى سما فقد أرهقنا الموت ، وأرهقتنا الثوابيت ، أن تموت بلا ونيس يمسك بيديك ، يقطر في حلقك ماءا عذبا ، يربت على كتفيك ، يبكيك ، يشتاقك ، يودعك بأناقة الوداعات التي تربك أطيار السماء حينما تفيض الصرخات عليك وإليك ...!
انه مسرح العهر العربي الذي يسرق منك حتى أمنياتك في صورة موتك ، وشكل رحيلك ، وسرعة عبورك ، انني على الأطلال يا فلسطين ، انت الشامة القابعة فوق خدي قنديل نور أفاخر به التاريخ العربي المنكس الرايات ، أباهي بك رماح النجوم الراقدة خشية أمام نجمك نجم سهيل في سماوات الإله العادل ، لم أسدل الستارة أمام مشاهد الكرامة في أحشاء أبطالك ، الذين قدموا درسا لكل عربي بليد خانع ، يقف على ناصية الحلم العربي المستباح عنوة أمام الخذلان وهجران الموقف وانتهازية البعض وإنفرادهم في عدمية المبدأ !..
اناديك عبر أطلال الحدود التي نسفت الجمال الوحدوي في ستينيات القرن الماضي ، فما بقي للمواطن العربي إلا أن يغفو وينام نومته الطويلة بلا ذعر .. بلا خشية .. بلا شيء أمام اللاشيء !..