facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شكرا طوني خليفة


فيصل سلايطة
09-02-2024 12:25 AM

بعنوان " اسمعوني واشتموني.. بترتاحوا " أطلّ المذيع اللبناني المخضرم طوني خليفة لينصف الاردن عبر شاشة المشهد , هذا البلد الذي انتقد و هوجم و رُجِمَ غيابيا عبر الفضاء الالكتروني و التُهمة المُعلنة " المشاركة في مباريات كأس آسيا " !

وهنا يلخّص خليفة السؤال " و هل الاردن الوحيدة التي شاركت بين الدول ؟ " و هل شاركت الدول التي تتصدر مشهد القضية أم اعتكفت و اعتذرت ؟ الجواب لا ...إذن لماذا الاردن ؟ و هل ما يُحلَّل للجميع يُحرّم على عمّان ؟ أم أنّ المهاجمة الكُروية تحمل في طيّاتها أحقاد دفينة وجدت في المستديرة "مِطية " ؟
لا شك أن الاردن ليست الدولة الوحيدة التي شاركت , بل حتى فلسطين أم القضية , و الجزائر و قطر و سوريا و لبنان و كل الدول التي تُعنى بالقضية شاركت فلماذا لم ترجم سوى عمّان , يسأل طوني خليفة منزعجا من الاستهداف المُمنهج الذي تتعرض له الاردن مع كل حدث و مناسبة , و لمن يبرّرون الهجوم باحداث غزة ...ماذا فعلتم أنتم لها , اكثر مما فعلت الاردن ؟

يكفي زيفا و تخلّفا و اصطيادا بالماء الصافي , فالآن اصبحت كل المشاهد مكشوفة و واضحة للعيان , حملة مُمنهجة تسير بتوازٍ وقتيّ مع الاحداث المؤسفة في غزة , ابواق اعلامية حُركّت فقط لتشويه صورة الاردن , هذا البلد الذي كان و لا زال لعقود الحضن الدافىء لكل لاجىء أو عابر للسبيل أو ضيف أو نازح اصبح اليوم لا ينفع ! يريدونه فقط أن يحترق من الداخل لينل " رتبة الشرف " المزيّفة ! تلك الرتبة التي لا تضع حسابات للقوانين الدولية و الاعراف و المعاهدات و الالتزامات و الانظمة و اخيرا القوى العسكرية , يريدونه متبجّحين أن يطلق صاروخا واحدا نحو اهدافهم لينل هذه الرتبة , و هنا السؤال "من اطلق في الماضي هذه الصواريخ و نال من بعدها رتبة الشرف ليتساوى مع المحتلّين في احتلال الاوطان و قهر الجيران ؟ أين بلاده الآن ؟ " ألم تصبح تلك الحضارة العريقة لقمة سائغة للاعداء فقط بسبب قرارات غير عقلانية و بعيدة عن الواقعية و المنطق ؟ و لمن يمجّد هو كمن يضع النياشين على قومة من القشّ ...بلا احتساب للانهيار القابع تحت القشّ !

طوني خليفة يعلنها صراحة " هذه الفئة تريد خراب الاوطان " و هو محقّ فيما يقول , لأنه هؤلاء المتسلّقين لا يقومون بدراسة الجدوى لأيّة كلمة يتفوّهون بها , يريدون تفتيت الاوطان , كدمى الخيوط تحرّكهم سرطانات سياسية تلتهم الدول , و على أرض الواقع نستطيع رؤية تلك الدول قبل و بعد السرطان الذي حلّ بها , نستطيع أن نرى التشتت و التمزّق التي تعيشه , لا كهرباء بها ولا ماء , لا أمن ولا استقرار , كلمتها مُرحّلة و عنوانها مستأجر , شعبها نصفه مهجّر و الآخر يعيش حدّ الهلاك ,,,فهل تريدون الاردن في مرتبة البؤس هذه ؟
العقل العربي يجب أن يتعلّم الفَصلْ , أن يفصل بين مشاعره و الاحداث , أن يحبّ وطنه أولا ثم يلتفت للمحيط , لا يمكن أبدا سلخ كل دولة من هويتها و جغرافيتها و تفاصيلها و لحمها مع الاخرى دون تفكير أو ترتيبات سياسية , في الاردن نُحبّ فلسطين و كلّما جلس اثنان كانت القدس و هواها ثالثهما , لكن ليس بالضرورة أن نتاجر , فنحن الجيرة الحقيقية و الجار الساند في كلّ الظروف , و من حقنّا و واجبنا الوطنيّ كما نريد انصاف الجارة فلسطين أن ننصف أي عمل و حدث يرفع اسم وطننا في كل المحافل العالمية ...

منذ السابع من اكتوبر و الاردن في حالة توتر كنتيجة لما يحدث من مآسي في غزة , السياحة اصبحت شبه معدومة و القطاع السياحي دخل مرحلة النزاع , هذا عدى عن التضرر الاقتصادي الذي يلاحق كل شريحة , و في ذات الوقت لم يتوانى الاردن عن دعم الاشقاء بكل الظروف و الاوقات , و في النهاية إن ابدينا بعض الفرح نكون قد "خذلنا القضية " بحسب ما يقول طوني خليفة ؟

ثم أين تلك الكيانات و الاحزاب التي نادت بطريق القدس لعقود ؟ أين هي الآن مما نادت طوال تلك السنوات ؟ لماذا لم تنطلق نحو ما يرون الآردن قد توانت عنه ؟ أم أنّ حرب غزّة عرّت تلك المنابر و خلعت عن تلك الشعارات و العناوين رداء الزيف المُقنّع ؟ اليسوا هم أحقّ في الانتقاد بالقدر الحماسي الذي كانوا يتحدّثون و يتوعدون به ؟ و عندما حلّت الحرب و حانت الفرصة و الوقت المناسب اصواتهم خفتت و لم يبق في جعبتهم سوى " الدعاء " ...على عكس الاردن الذي تعامل بمنطق و حكمة كبيرة مع القضية و احتوى و حمى و ساعد و ساند و اهتم أن يتوافق نسيجه الاجتماعي مع الاشقاء ليزيد الانسجام و اللحمة الوطنية , و إن أردت أن اكتب عما قامت به الاردن و قيادته الحكيمة و شعبه المضياف سأحتاج لعشرات المقالات لانصافه ...فشكرا طوني خليفة و شكرا لوعيك و صوتك الحر الذي حلّل و فسّر المشهد بحكمة و وعي بالغ ...حمى الله الأردن و نصر الله فلسطين ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :