اليوبيل الفضي (هو لنا ملك ونحن له أوفياء مخلصين)
د. حمزة الخدام البلاونة
08-02-2024 10:54 PM
اشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بمناسبة مرور ٢٥ عاما على تولي جلالته سلطاته الدستورية "اليوبيل الفضي" في مملكتنا الحبيبة مملكة العز والشموخ ،يوم لنا نحن شعب المملكة الأردنية الهاشمية نعيشه بكل فخر وعلو هامة وطموح في ظل قيادة سيدي جلالة الملك عبدالله بن الحسين المفدى وولي عهده الأمين حفظهم الله وأيدهم بتأييده.
مليكنا المفدى في السابع من شهر شباط من كل عام تتأهب النفوس لعيش لحظات ذكرى وطنية خالدة، تمتزج فيها معاني الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن الغالي والعز بتاريخه العريق، والفخر بحاضره ومستقبله نعيش في مملكتنا الحبيبة اليوم ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتسلم جلالتكم سلطاتكم الدستورية وتأسيسكم لهويتنا الأردنية التي نفاخر بها الدنيا (فقد كنتم خير خلف لخير سلف وواصلتم مسيرة جلالة مليكنا الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه) وأعليتم شأن الأردن حتى أصبح يحتل مكانة مرموقة على خارطة التاريخ.
نستشعر في هذا اليوم الأردني الخالد كل التفاصيل التي يجسدها سلامنا الملكي في كل مناسبتنا الوطنية لنؤكد على مقولة ( نحن أحرزنا المُنى يوم أحييت لنا نهضة تحفزنا تتسامى فوق هامِ الشُهُبِ) تلك المقولة التي تستنهض همة كل مواطن أردني لخدمة هذا الوطن بعزائم لا تلين ، تحدينا فيها الصعاب والمهمات الجسام.
نحتفي باليوبيل الفضي بمناسبة مرور ٢٥ عاما على تولي جلالتكم سلطاتكم الدستورية ننتشي عبق هذه الذكرى في مملكتنا الحبيبة مؤمنين بدور جلالتكم الكبير في تحقيق الإنجاز والتقدم وترسيخ دولة القانون والمؤسسات وإشاعة ثقافة المحبة والوئام لينعم الأردنيين بالأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة ومؤكدين على لحمتنا الوطنية محافظين على نسيجنا الاجتماعي الوطني التي أرسى دعائمها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ذلك القائد الفذّ المحنّك صاحب الرؤيه الثاقبة وجئتم من بعده بقيادتكم الحكيمة وعملكم السديد وفكركم الملهم، لتستمر مسيرتنا في العمل والإنجاز ضمن كيان وطني راسخ الجذور متماسك القواعد والأركان، مقرونا بمشاعر الفخر والعزة والشموخ لنصنع أرثاً وطنيا ذو مكانة ومنزلة عالية عن جدارة واقتدار، ليكبر ابنائنا ويسيروا على إثره ونهجه يحملون في افئدتهم حب هذا الوطن منتمين له ولقيادتهم الملهمة والعمل للسير بمملكتنا نحو غد مشرق يعقبه نماء مقبل بإذن الله تعالى.
نستذكر في هذه المناسبة الغالية مواقف جلالتكم الجبارة وعزيمتكم التي لا تلين على النهوض بالاردن بكافة مكوناته وبناء الانسان الاردني القوي الأمين على وطنه ومؤسساته الوطنية، وتطوير منظومة الحياة السياسية والحزبية وتطوير القطاع العام والاهتمام منقطع النظير بالرياضة والشباب قوة هذه الأمة ومصدر فخارها واملها نحو المستقبل الزاهر.
لقد أضحت مملكتنا اليوم في ظل قيادة جلالتكم المظفرة وولي عهدكم الأمين بما رسمتموه لنا من رؤى ثاقبة نموذجا يحتذى في التميز والرخاء الذي انعكس على كافة قطاعتنا الاجتماعية والاقتصادية بالرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهنا حتى أصبح الاردن يشكل ملامح النهضة والنمو ورمزا رائدا في المجال التنموي ويحتل مكانة متقدمة في شتى الميادين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
(نعم) لقد بات الأردن في مقدمة الركب الدولي كأحد أبرز الدول منزلة ومكانة وقوة وصناعة قرار، ترفل برغد دائم، وتحمل لنا وعد خالص - بعد توفيق الله - بأنها ستكون لنا دائما الدار والحضن والوطن الآمن مهما تكالبت الصعاب وواجهت التحديات وتوالت العقبات، لنكون لها نحن بأرواحنا وبسواعدنا الأردنية الوفية الصادقة والمخلصة لتراب هذا الوطن الغالي وقيادته الحكيمة.
في خضم هذه المسيرة المباركة شهدت وما زالت منظومتنا التعليمية والصحية تطورا متميزا حتى في أصعب اللحظات التي عشناها خلال جائحة كورونا حيث مارست المنظومة الصحية والتعليمية أدورهما بكل جدارة وكفاءة لتؤكد على قدرتها في تقديم الخدمات حتى في أصعب الظروف والأزمات فهاهي مؤسساتنا الصحية ترفد دول العالم بالكفاءات الوطنية المتميزة وهاهي مستشفياتنا الميدانية تقدم خدماتها للكثير من دول العالم في أوقات السلم والحرب والأزمات وليس أدل على ذلك مما تقدمه مستشفياتنا الميدانية في فلسطين الشقيقة التي تعتبر قضية الأردن المركزية التي لم يألوا جلالته جهدا في كل المحافل الدولية ليبرهن للعالم أهمية هذه القضية وحقها المشروع في الاستقلال وعاصمتها القدس الشرقية -لا سيما- في هذه الأيام التي تمر بها القضية الفلسطينة من أوضاع صعبة في ظل حرب اسرائيلية غاشمة وغير إنسانية تشنها الة الحرب الإسرائيلية على الاهل في قطاع غزه وعموم الأراضي الفلسطينية، وهنا نؤكد على الدور الذي يقوم به جلالته بجهود جبارة استثنائية لوقف هذه الحرب في ظل ظروف محيطة متوترة وتحديات كبرى محيطة بالأردن .
ثم بعد ذلك قدمت منظومتنا التعليمية خدماتها التعليمية بكفاءة واقتدار حتى أصبحت جامعتنا اليوم بفضل الله تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية ومؤشرات البحث العلمي والابتكار، مؤكدة على ما يلقاه هذا القطاع من اهتمام ودعم سخي من جلالة مليكنا المفدى لإيمانه الراسخ بأن العلم هو ركيزة كل تطور وإنجاز وأساس كل نجاح وتميز وسبيل كل تنمية ونهضة فكان لتوجيهات جلالته أكبر الأثر في تطوير مسيرة التعليم العالي ودعمه للجامعات الوطنية لتكون منابر علم ومعرفة تضيئ في سماء مملكتنا الحبيبة.
وفي الختام أتقدم في هذه المناسبة الغالية باسمي ونيابة عن أهلي وعشيرتي (الخدام البلاونة) لمقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين وإلى ولي عهدنا المحبوب الأمير اشاب الحسين بن عبدالله - حفظهم الله – أسمى آيات الولاء والانتماء سائلاً الله العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم وأن يسدد على الحق خطاكم، وأن ً يجعلكم دائماً وأبداً منابع للخير والعطاء وأن يحفظ الأردن العزيز من كل مكروه وأن يمد شعبنا الأردني الواحد بالعزم والوعي والخير وأن يسدد جنودنا البواسل على ثغور الوطن وأن يوفقنا جميعا لما فيه مرضاته معاهدين الله سبحانه وتعالى بان نبقى الجند الاوفياء والمخلصين لثرى هذا الوطن وقيادته الهاشمية المظفرة.
*أستاذ علم الاجتماع/ جامعة البلقاء التطبيقية