ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات.. فحين تجد انك تتحدث او تكتب شيئا مغايرا لما يريده الكثير ممن هم حولك.. او شيئا قد يجده الاخرون لا يتماهى مع غرائزهم وأهوائهم وحتى عواطفهم.. حينها ستخسر الكثير ممن هم حولك..

لا يختلف اثنان على ان صوت صافرات الانذار.. وصوت زوامير سيارات الاسعاف مزعج.. ولكن تم وضع هذه الاصوات حتى يتنبه الناس الى ما حولهم من اخطار.. وحتى لا يطربوا عليها.. ويبقوا في اماكنهم.. وحتى يفيق كل من يقبعون في سباتهم على فراشهم الدافئ الوثير.. ويحلمون احلاما جميلة..

في الحياة الاجتماعية.. تصادمت مع الكثيرين ممن هم حولي.. وممن هم عزيزين على القلب والروح.. وذلك لان كلامي كان عليهم كصافرات الانذار.. والتي اطلقتها بعد ان نبهت بكل اصوات الموسيقى الهادئة وحتى الصاخبة المتناغمة.. الا انني وجدت انهم يطربون لها.. وينامون على سماعها.. ويتلذذون بها.. فكان لا بد من اطلاق صافرات الانذار المزعجة.. والتي تقض المضاجع..

وللاسف فقد خسرت منهم البعض الذين لا يريدون ان يفيقوا مما هم فيه.. ولا يريدون سماع الا ما يطرب اذانهم.. ويتماهى مع رغباتهم.. حتى لو كان فيه الاذى والضرر لهم ولو بعد حين..

وفي الحياة السياسية مثلا.. تجد من يطلق صافرات الانذار المزعجة.. لكي ينبه الناس على ان هناك مؤامرات تحاك.. ومخططات تم وضعها.. واهداف يسعون لتحقيقها بشتى الوسائل.. ومهما علت الأثمان..

فتجد ان الكثيرين بدل ان يشكروا من اطلق تلك الصافرات لتنبيههم.. يكيلون الشتائم عليه.. وينعتونه بمن يريد ازعاجهم والتنكيد عليهم..
ولا يضعون مجرد الاحتمال البسيط.. ان نيته سليمة.. ويريد لهم الخير.. وان يبقوا متيقضين.. ويتوقعون الخير والشر في الافعال.. وان هناك زوايا اخرى غير التي ينظرون من خلالها..

من اساس دراستي وخبرتي وهي البرمجة.. اقول بانني تعودت منذ البدايات ان اضع كافة الاحتمالات حين اصمم البرنامج (النظام).. والغفلة عن اي احتمال.. او اهماله.. ستجعل عملية اختراق البرنامج (النظام) من خلاله.. وبالتالي الفشل لكافة النظام.. وهذا ما انعكس على مجمل حياتي في جميع مناحيها..

فاستمع للجميع.. وعلى اختلاف افكارهم.. وآخذ ما اجده متقاطعا مع مبادئي ومع افكار مخالفيهم.. ومن اجد في حديثه المنطق والدليل.. وابني عليه الكثير من التوقعات والتحليلات..

شكرا والف شكر.. لكل من يطلق صافرات الانذار المزعجة اذا كان يرى ان هناك خطرا يحدق بنا ونحن غير متنبهين له..

ولا سامح الله كل من يستطيع ان يضغط على زر اطلاقها وهو يعلم بالخطر.. ولا يفعل حتى يبقينا في تيهنا واحلامنا السعيدة.. بقصد.. او بحجة انه لا يريد ازعاجنا..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..