جرت عادة الشعوب على تخصيص يوم مميز سميّ بعيد الأم.. وعلى الرغم من اختلاف هذا اليوم في تاريخه وعاداته من بلد لآخر على مستوى العالم؛ إلا أنه هناك اتفاق عالمي على الاحتفال به.

لعيد الأم تاريخ معتق ضارب في القِدم.. فقد بدأت عادة تكريم الأمهات منذ آلاف السنين، مع بداية نسج الأساطير.. حيث كان من أوائل هذه الشعوب اليونانيون القدامى الذين مارسوا الاحتفال بعيد الأم ضمن احتفالاتهم بالربيع، وذلك عن طريق تكريمهم لفوز الإلهة «رهيا» بلقب الإلهة الأم، التي كانوا يحتفلون بها ويقدسونها!!. وبالمثل أيضاً الرومانيون، حيث كان لهم أم لكل الآلهة تسمى باسم «ماجنا ماتر» أو الأم العظيمة، وكان الاحتفال بها يوم 15 مارس من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة ثلاثة أيام، بحيث تجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتى تبعث السرور على نفس أمهم المقدسة.

وبعد مجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام على شرف «الكنيسة الأم» في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط ويتم شراء الهدايا من كل فرد لكنيسته التى تم تعميده فيها.. من ثم بدأ في العصور الوسطى شكلاً آخر من الاحتفالات، فقد ارتبط هذا الشكل الجديد بغياب العديد من الأطفال عن أسرهم للعمل وكسب قوت يومهم فكان من غير المسموح لهم بأخذ إجازات إلا مرة واحدة في العام وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير، يعود فيه الأبناء إلى منازلهم لرؤية أمهاتهم وكان يطلق عليه «أحد الأمهات».

وفي التاريخ الحديث سعت امرأة تدعى «آنا جارفس» 1864 من ولاية فرجينيا، إلى ترجمة رغبة والدتها في الاحتفال بعيد الأم.. وفعلاً تمت الموافقة لها بذلك وتم اعتباره عيداً رسمياً من قِبل مسؤول ولاية فرجينيا.. كما وطالبت بجعل هذا الاحتفال عيداً قومياً لكل ولايات أمريكا، وتحقق لها ذلك بمجيء الرئيس ويلسون عام 1914.. ولكن «آنا جارفس» لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يكون هذا العيد عيداً عالمياً تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط!!.. ليتم بعدها انتشار هذه الفكرة في جميع أنحاء العالم !.

أما دخول احتفالات عيد الأم لعالمنا العربي فقد كان عن طريق الأخوين مصطفى أمين وأخيه علي أمين المفكرين والصحفيين المصريين عام 1956.. حيث اقترحا على قُرائهما بأن يكون هناك عيد للأم وقد لقى هذا الاقتراح مباركة الكثيرين.. فكانت تلك هي البداية التي أصبح بعدها هذا اليوم عيداً له عاداته وطقوسه في العالم العربي.

كل عام وجميع الأمهات بألف خير.. وهنيئاً لمن كانت أمه تدعي له وهي راضية عنه!!.

Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)