لله درك يا يزن نعيمات ورفاقك
د. فرحان عليمات
08-02-2024 12:46 AM
اذا فعلتم بنا ؟! فعلتم ما عجزت عنه الثقافة والسياحة والمناهج والكتب والمحاضرات والندوات والمهرجانات والاحتفالات والمنابر والخطب، ما عجز عنه أصحاب التهريج والتنظير والديجيتال والصلعان والزرقان ، بسويعات قليلة ابطلتم فجوة مزعومة بين الأردني ووطنه وقيادته ، بسويعات قليلة وحدتم وايقظتم الأردنيين من كل القرى والمحافظات والمخيمات ، ومن شتى من يدعي الأصول والمنابت في وطننا الواحد ، واثبتم أنّ الرجولة والصدق والعمل هي فقط فرح الوطن و عماده، بسويعات قليلة برهنتم أنكم أكثر تاثيرا من المؤثرين والمؤثرات ، والنخب وأدعياء المعارضة والمولاة، و الولاءات والانتماءات المزعومة ، والخطابات الرنانة .
بصدقكم عدتم بوطننا الجميل لأيام مضت ، كان الأردني عنوانا بأخلاقه ورجولته وصفاته ، عدتم لنا الأمل بأنّ على هذه الأرض الطيبة ما يستحق العمل والإنجاز ، ما يستحق أن نفتخر بأننا أردنيين ، تلك الملحمة لم تكن في نتيجتها فحسب ، بل فيما حملت في طياتها وتفاصيلها الكثير الكثير ، ساعات فرح غيّرت بنا الكثير ، انستنا أوجاعنا ،همومنا ،آلامنا، وظروفنا ، الجميع كان فرحا منتشيا فخورا بوطنه وقيادته ، حيث كانت الإرادة والتحدي والصدق والانتماء هي العناوين ، تلك السويعات كانت بمثابة بيعة صدق للوطن وقيادته، بيعة صدق ووفاءً كانا امتزاجا وانسجاما متبادلا بين القيادة و الشعب، لمثل هذا الانجاز والإرادة ستنتهي أية مشاعر إحباط وتخاذل تجاه الوطن.
بالتاكيد يا يزن ورفاقك لم تأتوا للمنتخب بواسطة أو محسوبية وشللية ، و لم يدعم وجودكم رئيس حكومة حالي أو سابق ، ولا معالي ولا باشا ، وليس لكم أخوة واخوات وأقارب في مؤسسات الدولة النافذة ، ولا تعلمون أين تقع سفارات الخذلان، بالتأكيد لم تأتوا للمنتخب من خلال الألو ، ولم تقوموا بالعزائم والولائم ، و لم تأتوا بالتمكين، ولم يدعم وجودكم أو يقصيه حسناء شقراء ، ولم تسعوا لتغيير تشريعات وأسس لتكونوا ، بالتأكيد لم تسعوا لتغيير ثوابت لمنفعتكم أو منفعة فئة ضالة تخصكم ، بالتأكيد يا يزن ورفاقك أنّ رواتبكم لا تتجاوز المئات ولستم من أصحاب المياومات والسفرات والمطارات والفنادق، بل من أصحاب الخنادق ذودا وحبا للوطن ، لم تدّعوا المظلومية والإقصاء والتهميش والأقل حظا، ولم تصعدوا ظهر البكب اب ، ولم تمارسوا التضليل والاحتيال والخداع والدعاية و الانجازات والأرقام الصماء ، بالتأكيد أنكم صدقتم أقوالكم بافعالكم ، أفرحتمونا يا يزن ورفاقك أكثر من حكومات خلت ، وأكثر بكثير من شخصيات باعتنا الوهم والضلالة، لم تقسموا يمينا غموسا للاخلاص والصدق مع الوطن ، فكيف يقسم من رضع الاخلاص والصدق من حليب أمه، هو انجازكم الذي لا يقل عن انجازات ابطالنا نشامى الجيش العربي ، هي الانجازات التي تميزت بحب الوطن فقط ، وأن تكون رايته هي الأسمى والاعلى ، وكما قال معلق المباراة "هناك مكان في التاريخ ينادي تعال يا أردن" .