عنوان مرّ قبل يومين في إحدى الصحف الأردنية! وفي الخبر أن نقيب تجار القرطاسية أعلن عن انخفاض مبيعات القرطاسية بنسبة 50% عن مثل هذا الوقت من العام الماضي!
خبر مرّ، ولم يقف عنده أحد غير حسني عايش، حيث طلب تفسيرًا! فهل لهذا الرقم من تفسير؟
(1)
ظواهر مهمة جدّا
يمكن دراسة أي مجتمع عن طريق دراسة ظواهر جزئية فيه: فدراسة الشعر الجاهلي تقودنا إلى دراسة المجتمع العربي قبل الإسلام: قيمه، وأخلاقه، ومعتقداته، ودياناته… إلخ.
كما أن عدد أنواع الجبنة في فرنسا يمكن أن تكشف لنا كثيرًا عن طبائع الفرنسيين. بل قيل: إن معرفة السوفيات بأن الجيش الألماني سيشن هجومًا على روسيا في الشتاء؛ لأن الجيش الألماني أوصى على أحذية بمسامير!!
وبالمثل، كما يقول علماء الاجتماع: إن دراسة إطلاق النار في بعض المناسبات تكشف عن العلاقات السلطوية، والاقتصادية، والثقافية، والأسرية في المجتمع!
عودة إلى ظاهرة العزوف عن شراء القرطاسية؛ ما دلالاتها؟
(2)
تفسيرات
من المؤسف أن ظواهر مهمة تمرّ من دون أن تتوقف عندها مؤسسات تربوية؛ كالوزارة، أو الجامعات، أو مراكز البحوث! فما دلالات ذلك؟
يمكن تفسير انخفاض نسبة المبيعات بعوامل عديدة، مثل:
• ميل التدريس إلى التدريس الرقمي والاستغناء عن القرطاسية التقليدية، فالطلبة يهتمون بالكمبيوتر والآيباد، والسبورة الذكية، ولا حاجة لهم للقلم، والدفتر، والمسطرة. هذا تفسير. ولكن هناك شواهد تستبعد ذلك
• وقد يرجع ذلك إلى ضعف القدرة الشرائية لأولياء أمور الطلبة، وهذا ممكن، مع أن الأردنيين يعطون الأولوية لتعليم أبنائهم،
• هناك بعض تنمر في الجامعات، حيث يتعرض من يحمل دفاتر وأقلامًا إلى سخرية من زملائهم باعتبارهم متخلفين!
• والأخطر من ذلك أن اهتمام المعلمين بالواجبات، وغيرها قد قلل من حاجة الطلبة لشراء القرطاسية، أو أن الطلبة أنفسهم ليسوا مهتمين بالدراسة!
يصعب الجزم؛ فقد تكون جميع العوامل متضافرة معًا!
فالأحوال الاقتصادية غير مريحة؛ والمعلمون أقل اهتمامًا، مع نفي فكرة التوجه نحو التعليم الإلكتروني!
لكن المطلوب هو أن يقوم أحد ما بدراسة هذه الظاهرة، وتقديم النصح إلى مصانع إنتاج القرطاسية؛ لتسوية أمورها!
أرجّح أن ضعف التدريس وتوهين العلاقات مع الطلبة هي السبب، وبذلك نحن أمام تفسير لأسباب تراجع التعليم!
(3)
أغلب الظن أن لا أحد مستعدّ لدراسة ظاهرة انخفاض نسبة شراء القرطاسية بنسبة 50%، هذا ترف لا يخطر على بال مجلس التربية، أو المركز الوطني للمناهج بدراستها، عليكم أن تقولوا شيئّا للتجار والمصانع والمكتبات.
إن انشغالكم ببطولة كرة القدم الآسيوية لا يبرر لكم عدم التحدث في الموضوع!
لقد قطع الأردن شوطًا بعيدًا نحو البطولة، وآن الأوان لتقولوا شيئًا!
فاليوم ليس خمرًا وغدًا أمر!
فهمت عليّ جنابك؟!