ربع قرن من الإنجاز والحكم الرشيد
د. عبدالهادي أبو قاعود
07-02-2024 12:26 AM
قدر الأردن الجميل أن تكون الدولة الحديثة التي أرسيت لبناتها في عشرينيات القرن المنصرم في ظروف استثنائية كان شحّ الموارد حاضرا فيها بقوة وقلة الإمكانات علامة تصبغ جغرافيتها، و حظّها العظيم أن يكون الهاشميون هم رعاة بنائها الذين أمنوا بالأردن وأهله فنُسجت علاقة تاريخية فريدها أنتجت الأردن الدولة الحاضرة بقوة في مئويتها الثانية بلداً عريقا بجذوره العروبية الإسلامية المنافحة عن الإنسان بإعتباره أساس الاستخلاف في الأرض ومحور عمرانها فغدا الأردن الهاشمي حكما ونهضة ونظاما، بنيان قوامه العدل والحكم الرشيد.
الهاشميون والأردن محطات من البناء والنماء بدأ بالملك المؤسس عبدالله الأول ومرورا بطلال صانع الدستور والحسين الباني وصولاً لعبدالله المعزز راعي نهضة الأردن.
قبل خمس عشرين سنة ودّع الأردنيون مليكهم الباني بدموع عزّ نظيرها، واستقبلوا مليكهم الشاب خيار الحسين الحكيم، مشمّراً عن سواعده ليعلي البنيان بهمة تطاول عنان السماء عملاً وطموحاً، ورؤية متزنة واثقة، رغم تحولات دولية تغيّر معها العالم، وانقلبت موازينه وتحالفاته لكنها لم تثنِ الأردن وقيادته عن مسيرته وقصدهِ مستندا إلى حكمة مليكه وفكره ونهجه الملفت في الإدارة والحكم القائم على الموازنة بين مواقفه العروبية والإسلامية والإنسانية ومصالح الوطنية الساعية إلى حفظ الأردن وابقائه واحة وارفة من الأمن والأمان والاستقرار ليكون الداعم لكل قضية عربية وإسلامية وإنسانية وفق قدرته وإمكاناته، ربع قرن من حكم أبا الحسين والأردن والإنجاز يتعاظم ويتعالى في مسارات متوازية غايتها خدمة الأردني ومنحه ما يستحق ويليق به، ربع قرن وعجلة البناء تدور واسم الأردن يصعد ويكبر بإنجاز طبي يسنده رياضي ويحميه عسكري أمني، ربع قرن والأردن الأقرب لفلسطين الجريحة يضمّد جراحها ويقاسمها الغذاء والدواء، والدماء مستمرا في نصرتها حاملاً قضيتها مناصرا لحقوقها، ربع قرن والأردن القابض على جمر عروبته المدافع عن قضايا أمته، ما حاد عن قول الحق ونُصرته، ربع قرن وأبا الحسين يقود سفينتنا بحكمة وروية وإتزان فغدا الأردن مقياس الحكمة والخير والسياسة الصادقة، حفظ الله الأردن وأبقاه واحة أمن وقبلة أمان، وأدام مليكه مكللا بالعز والفخر والخير.