في يوم تاريخي يمثل تجسيدًا للأخوة والتعاون العربي، افتتحت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية مقرها الجديد، وهو إنجاز بارز تم تمويله بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا الحدث ليس مجرد احتفال بتعزيز البنية التحتية العسكرية، بل هو أيضًا تأكيد على الروابط العميقة والتعاون المستمر بين البلدين الشقيقين.

تبادل العبارات بين الضابط الأردني المسؤول والملحق العسكري الإماراتي يكشف عن مستوى عالٍ من الاحترام والتقدير المتبادل. عندما أعرب الضابط الأردني عن شكره قائلاً "ما قصرتم"، رد الملحق العسكري الإماراتي بتواضع واعتراف بالجميل الذي قدمته القوات المسلحة الأردنية في الماضي، خاصة في دورها الأساسي بإنشاء القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا التفاعل يسلط الضوء على "دورة العطاء"، التي تجسد التضامن الأخوي في لحظات الضرورة. فعلى سبيل المثال، خلال تأسيس قوات الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم الاستفادة من خبرات القوات المسلحة الأردنية. هذا النمط من التعاون يكشف عن بُعد آخر للعلاقات الدولية؛ إذ لا تقتصر على التبادلات السياسية والاقتصادية وحسب، بل تشمل أيضًا شراكات متينة في مجالات الأمن والدفاع.

المقر الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، الذي صُمم بشكل "سباعي" مميز، يحمل في طياته رمزية عميقة تجسد الوحدة بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة. النجمة السباعية، المتألقة على علم الأردن، والإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات، كلاهما يمثلان أساس هذه الرمزية الفريدة. هذا المقر ليس مجرد تجسيد للتعاون العسكري بين البلدين، بل هو أيضًا دليل على الأثر البالغ الذي يمكن للشراكات الاستراتيجية أن تلعبه في تطوير القدرات الدفاعية المتقدمة ودعم الاستقرار في المنطقة.

في ظل التحديات المعاصرة التي تواجهها المنطقة، يعد تعزيز العلاقات العسكرية والدفاعية بين الدول العربية خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن والسلام، الدعم الإماراتي للأردن يعكس رؤية مشتركة لمستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا، ويؤسس لنموذج يحتذى به في التضامن العربي والتعاون الإقليمي.

* صالح سليم الحموري/ خبير التدريب والتطوير/ كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.