بخطوات حازمة .. السعودية تواصل جهودها في مكافحة الإرهاب
زايد الدخيل
04-02-2024 07:35 PM
للمرة الثانية استضافت الرياض الاجتماع الثاني لوزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بعد اجتماعهم في 2017، لمناقشة الخطة المستقبلية للتحالف وتجديد عزم الدول وجهودها في محاربة الإرهاب والتطرف وخاصة في الجوانب الفكرية والإعلامية والعسكرية والمالية، والاعلان عن المبادرات المستقبلية في هذا المجال.
وعقد الاجتماع الذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، في توقيت بالغ الاهمية اذ أن محاربة أفة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيدا، خاصة ان العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى، يزخر بالمخاطر والرعب والخوف والقلق والتوتر وتحديات لا تنتهي، وإدراك البشر لهذه المخاطر والتحديات الآن أعمق وأوسع من السابق، وهو امر يستعدي حاجة قوات إنفاذ القانون الى استعدادات خاصة، مع ضرورة وضع منهج شامل لمحاربة الإرهاب الذي يتمدد عبر الحدود ما يستلزم التنسيق بين الدول لمواجهه خطر هذه هذه الآفة ودحضها.
تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، جاء انطلاقا من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وأحكامها التي تحرم الإرهاب بجميع صوره وأشكاله لكونه جريمة وظلم تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الإنسانية.
وهنا، لابد من تثمين الدور الذي تؤديه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظهما الله -، والجهود الكبيرة التي تقوم بها لمكافحة الإرهاب والإرهابيين الذين يقومون بأعمالهم الوحشية البشعة باسم الدين والإسلام منهم براء.
السعودية تواصل اليوم بخطوات حازمة جهودها المتميزة في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره محلياً وإقليمياً ودولياً، وأسهمت بشكل كبير في التصدي بفعالية لهذه الظاهرة وويلاتها ونتائجها المدمرة وفق الأنظمة الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى التعاون جميعًا للقضاء على الإرهاب الذي طال وباله المملكة والعديد من دول العالم.
واستطاعت السعودية بقيادتها للعالم الإسلامي، أتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضد الإرهاب بأشكاله وصوره، من خلال إقرار عدد من التنظيمات والقوانين، إلى جانب المساهمات الدولية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأعطت السعودية مكافحة تمويل الإرهاب أولوية قصوى، وكان ذلك من إسهامها بشكل فاعل في جميع المحافل الدولية والإقليمية، كما حثت المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره ودعت المجتمع الدولي إلى تبنى عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول أمنها واستقرارها.
يكتسب التحالف الاسلامي العسكري خصوصية في هذا الشأن، بالنظر إلى أن جل جهوده ستكون في الدول الإسلامية والتي شهدت معظم الحوادث الإرهابية من بين دول العالم الأخرى، بالإضافة إلى أن وجود إحدى وأربعين دولة ضمن هذا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي لديها خبرة ممتدة في التصدي للإرهاب، فضلاً عن ثقلها الإقليمي والعالمي، وما يحظى به ذلك التحالف من دعم من جانب المجتمع الدولي، جميعها مقومات تدعم عمل التحالف ليظل مرتبطاً بالهدف الذي تم تأسيسه من أجله.
وشكل اجتماع الرياض لوزراء الدفاع للدول الاعضاء في التحالف، منصة بناءة ذات فعالية وتفتح المجال لفتح تعاون وتكامل وتشارك بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات العلاقة، خاصة أحد أهم المحددات لهذا التحالف هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، والتأكيد على خطورة التطرف والإرهاب على المنطقة، الامر الذي يستدعي بذل كل جهد ممكن فكريا وإعلاميا وتمويليا وعسكريا للتأكد من تحجيمه والقضاء عليه.
البيان الختامي للاجتماع الثاني لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في مدينة الرياض، أكد عزم دول التحالف على تعزيز التعاون وتنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطر الإرهاب والوقوف ضده، ويشددون على أهمية العمل الجماعي المشترك لمواجهة جميع أشكال وصور الإرهاب والتطرف.
البيان أعرب عن ارتياح الدول الاعضاء لما تم إحرازه من تقدم في مسيرة التحالف، وتاكيد حرصهم على مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه من خلال العمل الجماعي المنظم والتخطيط الشامل وفق خطط ومبادرات تدعم مجالات التحالف الرئيسة المتمثلة في المجال الفكري والمجال الإعلامي، ومجال محاربة تمويل الإرهاب، والمجال العسكري.
وإدراكاً من المجتمعين بأهمية العمل على تفعيل المبادرات الرامية إلى محاربة الإرهاب في مجالاته المختلفة، فقد اتفق المجتمعين على إطلاق صندوق تمويل مبادرات التحالف المخصص لاستقبال المساهمات المالية من الدول الأعضاء والدول الداعمة والهيئات والمنظمات الدولية.