كريمة الرئيس العراقي .. معاناة مؤسفة في عمان!
ماهر ابو طير
17-03-2011 04:36 AM
للرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف ، كريمة تعيش في عمان ، في ظروف لايقبلها رؤساء الدول ، ولا الناس ، على عمومهم.
وضع كريمته"وفاء" يثير الألم والشعور بالحزن الشديد ، على هكذا حالة ، واذ تعيش كريمته في عمان العروبة ، يبقى السؤال حول تركها في هكذا ظروف ، خصوصاً ، ان ما بيننا وبين العراق والعراقيين ، لايمكن اختصاره بكلمات او شعارات.
اهل العراق لهم مكانة خاصة في الاردن ، بين الناس ، واذ تستمع الى وضع كريمة رئيس سابق للعراق تتأثر بشدة ، فابنته تعاني من الكلى وكانت تقوم بغسل الكلى ، على حساب مؤسسة خيرية ، حتى توقفت المؤسسة عن مساعدتها.
اليوم تعاني من اوضاع مأساوية ، حاجة مالية شديدة ، عدم القدرة على العلاج ، فلا مال لديها ، ولاهي من اهل الثراء ، بل لعلها تعاني اشد المعاناة ماليا ومعنويا وصحياً ، ولو كان اهلها من الذين نهبوا العراق ، لما وجدت نفسها في هذا الوضع.
الاردن ابن عروبته ، وهو دوما كان عربي القلب ، خصوصاً ، في تلك العلاقات الاميز التي تربط الاردنيين بالفلسطينين والعراقيين ، تاريخياً ، وبرغم ان الاردن يعاني اساساً من ظروفه ، الا ان يده الحانية ، لم تقصر مع كثير من العرب ، على ذات شهامة اهله.
عبدالسلام عارف هو اول رئيس لجمهورية العراق ، في الستينات ، بعد ان كان هذا المنصب معلقاً ، منذ الخمسينات ، وتوفى الرئيس على أثر سقوط طائرة الهيلكوبترالتي كان يستقلها ، في ظروف غامضة ، هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين القرنة والبصرة مساء منتصف نيسان عام 1966 وهو في زيارة تفقدية لجنوب العراق.
وفاء عبدالسلام عارف تعيش في عمان ، منذ سنوات طويلة ، وهي تعاني من ظروف صعبة جدا ، يخجل المرء من وصفها.
لابد من الوقوف الى جانبها ، وفوق الحالة المالية السيئة جدا ، تأتي الامراض اذ انها ايضا بحاجة الى عملية قسطرة في القلب ، وتعاني من الروماتزم ، ومشاكل في التنفس.
اتأثر بشدة لاجلها ، لانها عراقية اولا ، قبل ان تكون كريمة رئيس دولة ، ومن المؤسف بالنسبة لي شخصياً ، ان اضطر للكتابة عنها ، لما في ذلك من اسى وحزن لها شخصيا ، ولما في ذلك من دليل على اننا في العالم العربي نلتهم رموزنا ، بخيرها وشرها.
هل يقبل العراقيون من اصحاب قرار في العهد العراقي الجديد ، ومن الاثرياء والميسورين ، هذه الحالة التي وصلت اليها كريمة رئيس سابق للعراق ، ولماذا لايقفون الى جانب السيدة مالياً وعلاجياً ومعنوياً؟.
ومن كريمة الرئيس العراقي الاسبق ، الى اصحاب القرار في بلدنا ، لعل هناك من ينتشلها من بحيرة الألم والمرض التي تغرق فيها ، على كل الاصعدة ، وحين تمنعها عزة النفس ان تصيح بصوت عال ، حتى وصلت الى مرحلة ، ابت فيها عزة النفس عليها السكوت ، ايضاً.
mtair@addustour.com.jo
الدستور