يعود وزير الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكن للمنطقة لمدة أربعة أيام بزيارة هى السابعة له للمنطقة منذ اندلاع حرب غزة حيث سيقوم خلالها بزيارات مكوكية لمعظم عواصم المنطقة والتوقف بالاردن حسب تقدير المعطيات، وينتظر أن تحمل ملفاته ثلاث عناوين رئيسية جزءا منها يتعلق ببرنامج الهدنة، وآخر يتحدث عن مشروع الدولة وأما الأساسي فيها فهو يتناول العلاقات التطبيعية بين إسرائيل والسعودية.
الوزير بلنكن عليه واجب بهذه الزيارة إن اراد لها النجاح بالكف عن سياسة التذاكي واستخدام المعاني العامة والتوقف عن استخدام الألفاظ التى لا تحمل معنى مفيد لان المنطقه لديها سياسيين يقرأون المعاني من سياق العبارة و يستنبطون المضمون من وحى الإيماءات وعناوين التحرك فيها الأمر الذي يحتم على الأمين العام للادارة الامريكية الإجابة عن الأسئلة الاساسية بشكل مباشر قبل الشروع بالحديث عن الفواصل والهوامش وبيان برنامج (أوسلو 2) الذى يقوم أساسه على حل القضية المركزية قبل الشروع بتطبيع العلاقات البينية بين اسرائيل ودول المنطقة وهى الارضيه التى تشكل فى مضمومها أساس المبادرة العربية للسلام ... فإذا كان الامر كذلك فلما إذن اللف والدوران ومن بتحمل مسؤولية السياسة العدمية التى كانت متبعة ولماذا لم تتم مسالة الاجابه على الاسئله وإنهاء الأزمة وبناء حالة جديدة بين مجتمعات المنطقة !
على أن تاتى هذه الإجابات من دون مواربة حتى تتوقف سياسة المماطلة التي انتهجتها بلينكن مع نتنياهو منذ اندلاع ازمة غزة من أجل تصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية واتباع أسلوب الترويع والتهجير حتى تبين للجميع في نهاية المطاف أن هذه السياسات ليست صحية وأن هذه الممارسات لن تخدم جملة الوصل التى يريدها الجميع لبناء شراكات قوميه بين مجتمعات المنطقة الأمر أدخل المنطقة في حالة شد ومناخات متناقضة ابعدت الولايات المتحدة عن المنزلة التى كانت تحمل فيها صفة المرجعية الراعية لتدخلها هذه السياسات فى وحل غزة وتبعاتها فى سوريا وباب المندب والعراق، وجعلت من وجود القوات الامريكية أمر مستهدف بعدما كان امر مرحب بسبب سياسات "بلنكن نتنياهو" غير المحسوبة التى اضعفت مكانة الإدارة الأمريكية عن المجتمعات العربية والاسلامية كما فى الداخل الامريكي !
زيارة الوزير بلنكن للمنطقة تأتي بأجواء تصعيدية ولم تعد تحتمل مزيدا من العاب الهواء وزيادة حالة الضغط على مناخات الشد التي اصابت بطريقه او باخرى كل مجتمعات المنطقة وهو المعطى الذي من المفترض أن يجعل من الوزير بلنكن إزالة غطاء الغموض عن ما يعتري الإطار العام للهدنة المطروحة بإعراب جملة تفاصيلها وبيان فواصل الضمانات فيها والاجابة على مفاصل الاستفسارات التى استوقف عنها الجميع بعد انتهاء من المراحل الثلاث وذلك بعد جملة القراءات المتباينة التى حملتها مضمون العبارات فى بيان نصوصها وهو ما يجعلها تشكل لغز اكثر من كونها حل من المفترض أن يسهم بنزع فتيل أزمة إقليمية طالت كل الجغرافيا السياسية في المنطقة.
واما فى المقام الثانى فعلى الوزير بلنكن البدء من حيث انتهى وليم بيرنز مدير المخابرات الأمريكية فى جملة اعراب باريس حول شكل الدولة الفلسطينية التى تم التوافق حولها والضمانات الأمنية التى بحاجه لها ومكانة الدول "المتداخلة" فضاءاتها الأمنية والتنموية" وحجم الإصلاحات التى يجرى الحديث حولها في سلطة "الدولة الفلسطينية" قبل إدخال الجميع فى معترك اسلو 2 من حيث المضمون وليس من باب السمة العامة الشكل و الذى يتم الإعداد لارضية عمله بهذه الاوقات وسيتم انعقاده بالتوقيت الذي سيخدم الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن.
وهي الفواصل الثلاثة التى تجعل من زيارة الوزير بلنكن للمنطقة واحدة من أهم الزيارات لما تحمله من بضاعة "دسمه" كونها تأتي قبل القرار الذى ينتظر اتخاذه بإعادة صياغة الجملة الاسمية للمنطقة بعد تعميد حجم النفوذ الايراني فيها ولم يبقى سوى تشكيلة دول الاعتدال وادوارهم الوظيفية بعدما تم الانتهاء من عملية التقليم فى ربوعها وذلك قبل الخروج إلى بحر الصين فى الفصل الثاني من المعادلة !