السفير البريطاني فيليب هول وأزمة اللاجئين في المفرق
السفير الدكتور موفق العجلوني
04-02-2024 11:46 AM
استقبلت محافظة المفرق يوم الخميس الفائت سعادة السفير البريطاني في الأردن السيد فيليب هول، يرافقه ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيد دومينيك بارتش . وكان في استقباله عطوفة المحافظ السيد سلمان النجادة ورئيس مجلس محافظة المفرق المحامي صالح الخشمان.
نقدر عالياً هذه الزيارة لسعادة السفير هول الى محافظة المفرق والتي تهدف الى تعزيز التعاون وتقييم أثر برامج المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة المتحدة الى اللاجئين في محافظة المفرق.
بنفس الوقت نقدر عالياً زيارة السفير هول وممثل المفوضية السيد بارتش الى مخيم الزعتري للاجئين ولقائهما مع مسؤولي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومديرية شؤون اللاجئين السوريين.
ونقدر عالياً إدراك السفير هول للعبء الكبير الذي يقع على عاتق الأردن نتيجة لأزمة اللاجئين، والتزام المملكة المتحدة بمواصلة دعمها للأردن في مواجهة هذه التحديات. وإيجاد حلول مستدامة لضمان توفير الخدمات الأساسية والدعم لكل من المجتمعات المحلية والفئات الأكثر حاجة للمساعدة.
من جهة أخرى نقدر عالياً جولة السفير هول في أحد مصانع الحلويات في محافظه المفرق و الذي يعمل به لاجئون سوريون، والاستماع إلى العائلات في مخيم الزعتري التي لم تستطع الاستفادة من مهاراتها للعمل، وأمل أطفال اللاجئين في المدارس في السماح لهم بالعمل عندما ينهون دراستهم. وزيارة سوبر ماركت تزويد حيث يستطيع سكان المخيم شراء المواد الغذائية بالمساعدة النقدية المقدمة من المملكة المتحدة والجهات المانحة الدولية الأخرى. واطلاعه على مشاريع أخرى مقدمة من المملكة المتحدة واليونيسيف والتي توفر الخدمات الأساسية لسكان مخيم الزعتري للاجئين.
نعم سعادة السفير هول نقدر عالياً تفهمكم لقيام الحكومة الاردنية باستقبال اللاجئين السوريين والترحيب بهم. ونعي جيداً ونقدر ما تقوم به منظمات دولية بتوفير الخدمات لنحو 20% من اللاجئين السوريين الذين ما زالوا يعيشون في المخيمات، مثل مخيم الزعتري.
شكراً لإقراركم سعاتكم اننا في الأردن نعيش في مرحلة من الكساد الاقتصادي، والأردن يدير الوضع بشكل جيد، ومن شأن تحسن أوضاع الأعمال ودائرة الاستثمار أن يؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي. والمملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة الأردنية لضمان استمرار الأردن في مسيرته على درب النجاح.
هل تعلمون سعادة السفير ان ابني الذي كلفني ما يزيد عن ٢٠٠ ألف دينار أردني ليتخرج من أحسن المدارس التي تدرس النظام الدولي الإنجليزي وارقي الجامعات في لندن، هو عاطل عن العمل لا يجد وظيفة في الأردن، وهو يبحث عن وظيفة في الخارج وسبقه أولادي الثلاث.
نعم سعادة السفير " و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة ( سورة الحشر اية ٩ ) "، نعم ها هم الأردنيون ، أبواب الأردن مفتوحة للجميع ، والاردنيون خريجوا الجامعات عاطلون عن العمل ...!!!
كل ما لمستوه وشعرتم به صحيح سعادة السفير: من روح التفاؤلية التطوعية لشركات توظف مهارات بعض من اللاجئين السوريين.
ولاجئين لديهم مؤهلات عليا، بينما لا يُسمح لهم بالبحث عن عمل يناسب مؤهلاتهم، ومدارس حيث العديد من التلاميذ الأولاد يتركون مقاعد الدراسة مبكرا ليستغلوا كأيدي عاملة في المزارع، ذلك لأنه ليست أمامهم فرصة لإيجاد وظائف تناسب مهاراتهم إن أتمّوا تعليمهم. هذا سعادة السفير ليس حال اللاجئين السوريين فحسب، ولكن هنالك حال عدد كبير من الاردنيين لا يقل صعوبة عن حال السوريين. نعم سعادة السفير وضعتم يدكم على الجرح: ان انعدام الفرص في المفرق لا بد وأن يكون مثيرا للقلق.
كما اشرت لكم سعادة السفير، وهذا ما لمستموه، يعتبر الأردنيون اللاجئون السوريون هم من العائلة الأردنية أيضا. ولكن هذا عبئ يجب على العالم ان يشعر به ويتحمل اعباؤه، ليس الأردن وحدة، ماذا تسد ٢٠٪ تغطى من قبل الداعمين.
نقدر عالياً التفاني والإيثار الذي يقوم به موظفو العمل الإنساني التابعون للأمم المتحدة في تقديم الدعم والخدمات الأساسية للاجئين. فهو يؤكد حجم ومدى تعقيد الأزمة الإنسانية التي طال أمدها.
ونقدر موقف المملكة المتحدة الصديقة في التزامها بدعم اللاجئين ومساعدة الأردن في توفير الخدمات الحيوية ومستقبل أفضل للمتضررين من الأزمة.
اتفق مع سعادتكم أن الدعم الأردني وكرم الضيافة تجاه اللاجئين أمر رائع. ونقدر دوركم سعادة السفير مع الشركاء والمنظمات الدولية لإيجاد حلول مستدامة لحماية الفئات الأكثر حاجة للمساعدة.
سعادة السفير، باعتقادي" لقد طفق السيل الزبى" بالنسبة لوجود اللاجئين في الأردن و لكن لا يستطيع الأردن وحده تحمل أعباء اللاجئين وما يتحمله الأردن من تحديات في موضوع البطالة الأردنية الناتجة عن اللجوء و قلة الموارد لتغطية احتياجات اللاجئين الإنسانية، وان تغطية المجتمع الدولي لا تغطي أكثر من ٢٠٪ ...!!!
بات على المجتمع الدولي ان يساعد الأردن على عودة اللاجئين الى ديارهم واوطانهم، كيف والأردنيون يعانون من تحديات كبيرة سواء بالنسبة للوضع الاقتصادي او المائي او الطاقة او البطالة.
يجب على المجتمع الدولي بعيداً عن العواطف والكرم الأردني و التضحية الاردنية تجاه الاشقاء و الاصدقاء ان يعود اللاجئون الي ديارهم اليوم قبل غد ، وان يكون هنالك دعم للأردن لوقف عمليات التهريب ، و تهريب السلاح والمخدرات ،وهذا كله نتيجة للازمة السورية والتي كان سببها تداخلات المجتمع الدولي والاطراف الدولية صاحبة المصالح الخاصة والانانية ، علاوة على المعارضة العميلة التي أوصلت سوريا الوطن الواحد سوريا العروبة الى الوضع المؤلم الذي تعيشه و الذي دفع ثمنه الشعب السوري و انعكاساته على المنطقة وخاصة الأردن .
في الوقت الذي يستضيف فيه الأردن نحو ٤ ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة، نيابة عن المجتمع الدولي، سعادة السفير ، يدير العالم ظهره للأردن، ويتجاهل جهود الأردن المستمرة منذ سنوات وفق خبراء في المجال السياسي والاقتصادي و الاجتماعي ، حيث يرون أن الأردن وصل حد الإشباع فيما يتعلق بموضوع اللاجئين، وقدم ما لم تقدمه قارات ودول كبرى، ويجب ألا يترك وحيدا.
ان استمرا الوضع في سوريا الشقيقة لا يخدم الأطراف المتنازعة والمتحاربة في سوريا ولا يخدم سوريا نفسها، و لا يخدم الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط و لا السلام العالمي. ، وله انعكاسات جيو سياسة خطيرة وإنسانية مؤلمة. والأردن قيادة وحكومة وشعباً يشعر مع سوريا ويتمنى لها الامن والأمان والاستقرار، وان تعود سوريا الى عهدها السابق ضمن العائلة العربية الواحدة. فسوريا بلد الخير والحضارة، والشعب العربي السوري شعب عصامي من اطيب الشعوب العربية هذا ما عهده شخصياً أثناء دراستي الجا معية في جامعة دمشق العريقة.
نعم، نقدر عالياً سعادة السفير وقوفكم الدائم مع الأردن والى جانب الأردن، والعلاقة الأردنية البريطانية علاقة تاريخية تكاد تكون مثالية، والأردن والمملكة المتحدة بينهم وشائج قربى ونسب على المستوى العائلي، وهنالك اعداد هائلة تخرجوا من جامعات ومعاهد بريطانية علاوة على وجود العديد من المدارس الأردنية التي تطبق نظام التعلم الدولي الإنجليزي.
نقدر عالياً جهودكم سعادة السفير وجولاتكم في محافظات المملكة ودوركم ودور المنظمات الدولية المتواجدة في محافظة المفرق في تقديم الدعم الى الأردن وكذلك تعزيز العلاقات الأردنية البريطانية.
* السفير الدكتور موفق العجلوني/المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.