أين دور القطاع الخاص بمسؤولياته المجتمعية ؟
د.محمد البدور
04-02-2024 07:52 AM
لاشك ان للقطاع الخاص بكافة اطيافه وكذلك رجال الاعمال من دور ايجابي في التنمية المجتمعية وتمكين المجتمعات والنهوض بها وتطوير رقيها الثقافي والتوعوي وتعزيز المشاركة المجتمعية بكل قطاعاتها الشبابية والاسرية والطلابية وغيرها في مسيرة وطننا، ومن هنا فإن القطاع الخاص شريكا مهما في تعجيل وتيرة البناء والنماء في وطننا، ولكن هل يقوم القطاع الخاص بالاردن بمسؤولياته المجتمعية الى المستوى المنشود الذي يستحق منا الفخر والاعجاب ؟.
لم نرَ ان هناك مبادرات تدعم قطاعات العمل الشبابي وتمكين الشباب، كما لم نسمع عن اسم صندوق لرعاية التعليم عند الفقراء او المتميزين يحمل اسم احد رجال الاعمال سواء الاحياء او الاموات يخلد سيرتهم ويؤرخ عطائهم ولم نرَ ان هناك برنامج وطني لتعزيز العمل التطوعي في احدى مناطقنا تموله احدى شركاتنا او اي مركز للرعاية الانسانية او الصحية او ذوي الاعاقة او لمن تقطعت بهم الاوصال او تشتتت ظروفهم في الحياة او عصفهم الفقر والبطالة واعباء الحياة ٠
والحقيقة اننا من حقنا العتب على شركاتنا الكبرى وبنوكنا ومستشفياتنا وجامعاتنا واتصالاتنا ومواصلاتنا وصناعتنا وتجارتنا والتي تحقق ارباحا انها لاتستجيب لاغلب الدعوات التي تأتيها من منظمات المجتمع المدني والشبابي لرعايتها مؤتمرات توعوية او جلسات حوارية او مبادرات من شأنها تكثيف الجهود التي تتعلق بمواجهة ظاهرة سلبية ما تغزو المجتمع او تقاعصها عن تبني برامج تدريبية تساهم في اكساب الشباب المهارات التي تعزز من دورهم في إحداث التغيير الايجابي في الحياة العامة بينما تتسابق منظمات اجنبية دولية في تبني تلك البرامج التي تخدم المجتمعات ٠
المطلوب اليوم من مؤسسات القطاع الخاص ان تطلع بمسؤولياتها المجتمعية لتكون رديفا لجهود المؤسسات الرسمية وان تساهم تلك الشركات في نهضة المجتمع وليس من جمال الصورة المشرقة لتلك المؤسسات في نظرة المجتمع ان تصغر اكتافها امام منظماته الاجتماعية ومبادراته ومتطلبات تنميته فذلك يحرم تلك المؤسسات من بناء صورة ذهنية ايجابية عنها او يفقدها جسورا مهمة من العلاقات العامة مع المجتمع الذي يتطلع الى حضور فاعل من تلك القطاعات في بنائه وتطوير قدراته وتدعيم رقيه المعرفي والتوعوي والثقافي والمهاراتي وغيرها ٠
في دول العالم المتحضر تلعب مؤسسات القطاع دورا مهما في اسناد منظمات المجتمع المدني وتفعيل دورها في خدمة المجتمعات المحلية لطالما جسدت تلك المؤسسات مسؤولياتها المجتمعية كنهج راسخ في مسيرتها الوطنية وسعيها لكسب قطاعات اوسع من الجماهير ومساحات شاسعة من الانتشار لاسمها وتميزها ليكون ذلك دليلا على رقي تلك المؤسسات بأنها صاحبة رسالة انسانية في الحياة وإحياء اوطانها ٠
ما نراه من مؤسساتنا الخاصة مساهمات خجولة لاترقى الى مستوى المطلوب منها لطالما راحت تقدم الاعتذارات بعدم امكانيتها رغم ان قيودها الربحية تنشر علنا انها حققت ارباح فعتبا على إدارتها ان تترك الساحة الاجتماعية والشبابية للمنظمات الاجنبية الداعمة والراعية لبرامج تنمية مجتمعاتنا وقد توشحت تلك المبادرات بشعاراتها ٠
نتمنى على شركات ومؤسسات القطاع الخاص ان تتسابق الى خدمة المجتمعات المحلية وان تتنافس فيما بينها برعاية برامجه التنموية كسباقها اليه وتنافسها في تحقيق الارباح كما نتمنى تفوقها في مزاحمتها للمنظمات الاجنبية في مسؤولياتها المجتمعية كما تتزاحم في الاسواق لترويج السلع والخدمات لطالما جعلت من المجتمعات اسواقا شاسعة لخدماتها وسلعها ومكاسبها.
وعلى اية حال وبهذا التوجه الوطني فاننا في الملتقى الوطني للتوعية والتطوير قد توجهنا بمشروع جائزة وطنية تحفيزية الى دولة السيد رئيس الوزراء الاكرم لرعايتها ليقدم من خلالها الملتقى الوطني تلك الجائزة لرواد العطاء والمسؤولية المجتمعية تكريما لها لطالما تركت بصماتها المضيئة على وجه مجتمعنا الجميل وصفحات مسيرة وطننا الزاخرة بالانجاز والمنجزين لتبقى ثروتنا الانسان والانجاز وما بينهما التطوع عطاء وانتماء