هل علينا إخبار المعالج النفسي بكل شيء؟ .. إجابة علمية
03-02-2024 10:36 AM
عمون - ربما يكون اتخاذ القرار في الذهاب إلى المعالج النفسي ليس سهلاً على الإطلاق؛ فالأمر يتطلب بعض الشجاعة ليكون الشخص على استعداد لمشاركة أعمق المشاعر والأسرار مع اختصاصي الصحة النفسية.
وقد يكون من الطبيعي أن يشعر الشخص بمخاوف تجاه المعالج النفسي، وربما يقلق من الحكم أو التردد في مشاركة التفاصيل الحميمة لحياته، لكن هل إخفاء بعض التفاصيل عن المعالج النفسي من شأنه يؤثر في العلاج والنتيجة؟.. إليك الإجابة:
هل يجب أن يعرف معالجي بكل شيء؟
نعم ، يجب أن تخبري معالجك بكل شيء. يمكن أن تدعمك الشفافية في العلاج وتحقيق أهداف الزيارة، لا سيما وأن العلاج النفسي يتطلب كثيراً من المال والوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العلاج في كثير من الأحيان عملية طويلة الأمد تستمر لأكثر من ستة أشهر، لذلك، مع أخذ التكلفة واستثمار الوقت في الاعتبار، من المفيد أن تكوني صادقة مع معالجك النفسي للتأكد من أن العملية العلاجية تستحق وقتك.
البعض يميل إلى الكذب على المعالج النفسي.. لماذا؟
الخجل والشعور بالعار يعطل مسار العلاج النفسي
رغم فوائد الصدق والوضوح مع المعالج النفسي، يكذب العديد من العملاء في سرد التفاصيل. وجدت دراسة حديثة أن 93% من الأشخاص كذبوا على معالجهم. في بعض الأحيان كانت الأكاذيب تدور حول الإعجاب بنتائج المعالج أو القول بأنهم يشعرون بأن العلاج النفسي كان فعالاً، حيث اعترف المستجيبون بأنهم كذبوا ليكونوا مهذبين أو يحمون مشاعر المعالج.
إن الكذب بشأن المعالج أو القول بأن العلاج يبدو فعالاً عندما لا يكون مفيداً يعوق تقدم العلاج. بينما الصدق بشأن ما تشعرين به في العلاج يمكن أن يساعد المعالج في تزويدك بأفضل رعاية ممكنة. تشير الأبحاث إلى أن العلاقة بين المريض والمعالج مهمة للغاية لتحقيق الأهداف العلاجية.
غالباً ما تؤدي العلاقة القوية مع المريض إلى نتائج كبيرة في الرحلة العلاجية. ومع ذلك، عندما يكون المريض غير صادق مع المعالج، فمن الصعب بناء علاقة حقيقية مع بعضها البعض. من ثم قد لا يقدم المعالج العلاج المناسب، لأنه لا يتلقى ردود فعل صادقة.
أسباب عدم الإفصاح بكل شيء للمعالج النفسي
إذا كنت قد كذبت في حديثك مع المعالج النفسي أو أدركت أنك لم تخبريه الحقيقة كاملة، عليك أن تفكري في سبب كذبك أو سبب شعورك بالتردد في أن تكوني صادقة. ولعل بعض الأسباب، هي:
الشعور بالعار من أفعالنا
الشعور بالعار يمكن أن يؤدي إلى التراجع نفسياً وحتى جسدياً. إذا وجدت نفسك تشعرين بالخجل من التفاصيل في حياتك، أو أجزاء من ماضيك، أو حتى ما تشعرين به في العلاج فقد تجدين نفسك غير مستفيدة من الخطة العلاجية.
التردد
طبيعي أن تشعري بالتردد عند مشاركة تفاصيل عن حياتك مع شخص لا تعرفينه جيداً. ضعي في اعتبارك أن العلاج لا مجال فيه للأحكام الشخصية. حتى لو لم تكوني مستعدة لمشاركة التفاصيل يجب أن تشجعي نفسك. قد يزودك المعالج النفسي ببعض المهارات التي يمكن أن تساعدك على الانفتاح أكثر، أو قد يسألك عما تحتاجينه لتشعري بالراحة في الحديث.
الإحراج
ربما بالغت في رد فعلك تجاه شيء ما في حياتك الشخصية وتشعرين بالحرج من مشاركة ذلك مع معالجك. قد تخشين أن يحكم عليك معالجك أو يضحك عليك، لكن هذا ليس منطقياً. المعالجون موجودون لمساعدتك على فهم ردود أفعالك وأفكارك ومشاعرك.
الغضب والخوف
ربما تكونين مستاءة من شيء قاله معالجك وتريدين عدم إخباره بما تشعرين به. حتى مجرد الإشارة إلى أنك تشعرين بالضيق يمكن أن يخلق حواراً، حتى تتمكني من العلاج و الاستمرار في الحديث معاً.
وقد تكونين خائفة من مشاركة أشياء عن حياتك، ربما تكونين قد عانيت من صدمة أو مشاكل في علاقاتك وتخشين من رد فعل المعالج النفسي، لكن الحقيقة أن المعالجين ليس دورهم الحكم عليك، بل هم مدربون على الاستماع إليك وفهم الموضوعات التي قد يكون من الصعب التحدث عنها.
إذا شعرت يوماً بالقلق من الحكم عليك أو الخجل من معالجك، عليك أن تخبريه على الفور ويجب أن يكون لديه استجابة مرضية وإلا عليك البحث عن معالج جديد.
"سيدتي نت"