رقعة شطرنجنادية ابراهيم القيسي
02-02-2024 10:44 AM
ذكاء يتجلى بملامح عتيقة تستتر خلف وجوه متباينة تستمزج أهواؤها ما بين تلاعب فكري وعاطفي يقوده شحذ ذهني تترجمه قوة التخطيط الاستراتيجي بتنفيذ تدريجي يخلق فوضى عارمة تستدرج ببطء لمخططات الوقوع في شراك البهتان فتُسدد الضربات القاضية بالهزيمة تباعاً في كل صولة و جولة بمبدأ (إن الحرب خدعة)؛ فالغايات هنا دوماً تبرر الوسيلة مادام النصر لزاماً تحقيقه بأي طريقة أو ثمن كان فتتراكم جثث ضحاياه على هامش ساحات القتال المصطنعة حيث يتبارى دوماً الأبيض والأسود بممالكهم الممتدة فوق خطوط متقاطعة متعاكسة منها ما يتجاوز و منها ما لا يتجاوز بدءاً بصغار الجند في معارك أقرب منها للمناوشات في خطٍ أمامي دفاعي لا يملك إلا التقدم خطوة بخطوة ليقف حاجزاً حامياً لما خلفه من كيانات نزولها للميادين مشروط فقط بما تقضيه الأزمات بتصاعداتها وما يحاكي السيناريوهات المحكمة المسبقة الإعداد في معاقل الهيمنة. فما بين الفيلة المتأهبة وفوارس الأحصنة الجامحة بجانب تلك القلعة الصامدة بصعوبة بالغة المرتجفة رهبة وألماً في وجه عواصف الدمار تدار اللعبة بحنكة شيطانية خفية لتحقق الانتصار تلو الانتصار في عالم هرمي البنيان لا يسمح فيه لصعود القمم إلا بكل ما يقتضيه ذلك من قرابين و نُذر. رقعة شطرنج مجرد لعبة في أعراف لا متناهية تجسد واقع الصراع الأزلي السرمدي الأبدي لكل تلك القوى الفاعلة ما بين قطبي النور الساطع والظلام الحالك. إننا نحيا مجازياً في تلك الرقعة تقتات علينا صراعات وحروب ممنهجة بدءاً بالفكر والعقيدة لتغيير البنية المجتمعية باندثار المعايير الأخلاقية وتسويف الاعتبارات الانسانية تسهيلاً للانغماس في ملذات تُصاغ لتغليب الشهوات على العقول الراشدة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة