ازاحة نتنياهو ضرورة اقليمية ودولية
كمال زكارنة
02-02-2024 10:02 AM
تجاوز نتنياهو كل مراحل التشدد والتطرف والاجرام والارهاب والقتل،والتخريب والتدمير والتهجير والعنصرية والفاشية والنازية،والتطهير العرقي والترحيل واغتصاب الارض والحقوق،بعد ان مارسها وبصم ووقع عليها جميعها،وانتقل الى مرحلة تشكيل الخطورة الحقيقية على اقليم الشرق الاوسط والعالم اجمع.
يقف اليوم نتنياهو معرقلا ومعيقا ومانعا التوصل الى اي اتفاق ،لوقف الحرب على قطاع غزة وابرام صفقة تبادل للاسرى ،ويرقض كل الجهود والوساطات التي تبذلها وتقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة وغيرها ،لانهاء الحرب وتحرير الاسرى لدى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي،والانفتاح على مفاوضات سلام تنتهي بالدولة الفلسطينية،التي اعلنت بريطانيا وامريكا نيتهما الاعتراف بها مع حلفائهما.
نتنياهو يرفض كل شيء له علاقة بالسلام والتهدئة،ولا يأتي هو وزمرته الفاشية العنصرية اي اعضاء حكومته، على اي ذكر للسلام ،لانهم لا يؤمنون الا بالقتل وسفك الدماء والعدوان والتوسع ،وتنفيذ مخططاتهم التوسعية والاجرامية في فلسطين والمنطقة العربية.
دوليا ،تسبب نتنياهو بقشل ذريع متوقع بقوة، للرئيس الامريكي بايدن والحزب الديمقراطي الامريكي في انتخابات الرئاسة الامريكية هذا العام،كما تسبب باضعاف وتفتيت حزب العمال البريطاني ،وفقدان هذا الحزب اهم قواعده الانتخابية ،وهم العرب والمسلمين في بريطانيا،وتعتبر بريطانيا وامريكا اهم حلفاء الكيان في حربه على غزة،والحق بهما اضرارا فادحة على الصعيد الداخلي .
كلا البلدين تحاولان الان ترميم عواقب انجرارهما خلف نتنياهو،ويعلنان الاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية،لكن دون اية تفاصيل اخرى ،تتعلق بتلك الدولة الموعودة،وتصدر عنهما تصريحات تضع علامات استفهام كبيرة على توجهاتهما بخصوص الدولة الفلسطينية.
بريطانيا مثلا،صرح وزير خارجيتها ديفيد كاميرون الذي اعلن ان بلاده تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية،بأنه لا يمكن الاعتراف بدولة فلسطين الا بعد خروج حماس من قطاع غزة وهو يقصد المقاومة الفلسطينية عموما،وهذا شرط تعجيزي لا يمكن تحقيقه،اذا اصرت عليه بريطانيا.
الادارة الامريكية،تتحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح قبل اعلانها والتفاوض حول اقامتها،اي انها تطلب نزع سلاح المقاومة الفلسطينية قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية،اما اسرائيل النووية والتي تملك احدث انواع الاسلحة الامريكية ،يجب ان تبقى الاقوى والمسيطرة عسكريا على جميع الدول العربية والمنطقة وفقا للموقف الامريكي.
وتذهب الادارة الامريكية ابعد من ذلك،عندما تطالب بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،وتمنع اعضاء ومسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية من دخول اراضي الولايات المتحدة،اذن عن دولة فلسطينية يتحدثون،لان الشعب الفلسطيني كله،اما منظمة تحرير او مقاومة فلسطينية،لمن سيقيم بايدن الدولة الفلسطينية ،هل سيصنع هو شعبا فلسطينيا خاصا به وعلى قياسه ووفق مواصفاته وشروطه؟
الشروط والمواصفات والمطالب التي يطرحها الامريكان والبريطانيون للدولة الفلسطينية ،تنسف الثقة بهم ،وتؤكد انهم يتحدثون عن وهم وخيال ،لالهاء الفلسطينيين والعرب،وتحييد الانظار عن جرائم اسرائيل وجرائمهم هم ايضا لانهم شركاء فعليون بها.
الادارة الامريكية بدأت تنظر الى جرائم المستوطنين في الضفة الغربية،واعلنت معاقبة اربعة افراد منهم ،من بين 850 الف مستوطن في الضفة الغربية،يعيثون فسادا واجراما واعتداء على الشعب الفلسطيني ،ورغم ايجابية هذه الخطوة ،لكنها متأخرة وضعيفة ومحدودة جدا،وهل يوجد مستوطنين اكثر تطرفا من بن غفير وسموتريتش ونتنياهو ومجرمي الحرب الصهاينة،ولماذا لا تعاقبهم الادارة الامريكية كما تعاقب رموز منظمة التحرير والمقاومة الفلسطينية.
اذا ترك المجتمع الدولي وخاصة امريكا ،نتنياهو على غاربه،فانه سيدمر المنطقة ،وسيشعل حربا اقليمية واسعة ويورط فيها الولايات المتحدة ودولا اوروبية،وابعاد هذا المجرم عن المشهد السياسي ضرورة اسرائيلية وعربية وامريكية واوروبية ودولية،ولا يعقل ان يكون العالم عاجزا عن ذلك.