الحزب الوطني الإسلامي .. يخرج من رحم الائتلاف الوطني
م. بسام ابو النصر
02-02-2024 02:07 AM
يسير حزب الائتلاف الوطني الى إستعادة روافع تاسيسه قبل اكثر من عشرين عامًا ، ويسترجع عناصر الايديولوجيا التي إنطلق منها عندما اجتمع ثلة من أبنائه لتأسيس حزب وطني ذو مرجعية إسلامية ، فكان الوسط الإسلامي عام ٢٠٠١م ، ووصل قمة عطاءه عندما كان في مقدمة الأحزاب والقوائم الوطنية في إنتخابات عام ٢٠١٢م، واستطاعت ثلة أخرى ان تؤسس لحزب اسلامي وسطي اخر هو المؤتمر الوطني الذي عقد اجتماعه التأسيسي في فندق زمزم بمنطقة خلدا، ولذلك دُعي ب "زمزم"وكان ذلك عام ٢٠١٤م، ولكون الحزبين ينطلقان من مرتكزات وطنية بمرجعية إسلامية، ويتشابهان في الرؤى والأهداف الى حد كبير ما جعل قيادتي الحزبين يذهبان الى إندماج حزبي تحت مسمى " الائتلاف الوطني" ويؤسسان الان قبيل الانتخابات الى إستعادة الهوية الوطنية الإسلامية في إسم الحزب، وهذا يستدعي وجود مسمى، يسترجع مفردتان تأخذان في الحسبان الوطني والإسلامي، وأن كلمة الائتلاف كانت فقط لترسيخ الاندماج الذي صار من المستحسن الانتقال لمرحلة ما بعد الاندماج، وصار الحزب موحدًا متماهيًا ، ويساهم اعضاء الحزبين والاعضاء الجدد في وضع برنامج الحزب الجديد.
اتفق المكتب السياسي بإقتراح من الأمين العام مع الدائرة السياسية ودائرة الشفافية والمجلس المركزي، بالبدء في اجراءات تغيير الاسم الى الحزب الوطني الاسلامي، وسيكون هناك اجراءات قانونية داخل الحزب للموافقة على الاسم في المجلس المركزي، وبعدها سيكون الاسم متاحا ، وستتحول نشاطات وفعاليات الحزب تحت المسمى الجديد.
الحزب الوطني الإسلامي سيكون حالة أردنية حقيقية في البعد الوطني، وبمرجعية إسلامية في البعد الديني، وستنعكس مواقفه في كل الاحداث والقضايا الوطنية والعربية والاقليمية على المرتكزات التي بات الحزب قريبًا منها ومعتمدًا عليها، ويؤمن الحزب بالقيم الوطنية التي ترتكز على السردية العربية في العادات والقيم والتقاليد المشتركة، وقيم الاعتدال والوسطية في البعد الاسلامي الديني.
وفي ظل الوطني العروبي الذي أُنشئت عليه الدولة الأردنية، والوسطي المعتدل الذي قامت عليه قيم الدولة ، يعمل الحزب على قيام برنامج متكامل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وهذا يستلزم وجود نُخب سياسية قادرة على الفعل الذي يناسب البرنامج الذي يطمح الحزب الى إحداثه والاستفراد به بين كل الأحزاب القائمة على الساحة الوطنية ، ويقدم مثالا قابلًا للتطبيق العملي بين كل التجارب القائمة.
وإذا كنا نعتقد أن المواطن الأردني هو في الأساس هو من أكثر مواطني المنطقة التصاقًا مع التجربة الوطنية المستندة الى قيادة تاريخية أخذت مشروعية وطنية ودينية من خلال التجذر التاريخي بالنبوة والعروبة، فإن هذا الحزب يوازن بين قبول هذا التجذر في إطار وطني وديني دون إقصاء لأي مكون، ومن خلال قبول للاخر واحتوائه ، فالاسلام في ثقافة هذا الحزب يأتي كنهج حضاري وانساني، ويلتقي مع ثقافة الدولة التي اكتسبت من خلال هذا الفهم مع اكثر امكانية للاستقرار مع كل الاثنيات التي قبلت للعيش المشترك، وهذا ما يجعل من وجود لقوميات اخرى وديانات اخرى تحظى باحترام وقبول يتقبل الانضواء تحت راية الاعتدال في المعتقد، والفهم الاخلاقي الخلاق لوحدة الدم واللغة.
الحزب الوطني الاسلامي يفهم معنى ان يكون الاسلام مظلة يستفيء بها مسلمون ومسيحيون، وعرب وغير عرب ما دام الجميع يدافع عن القيم المشتركة في وطن امن ومستقر .
تطور يجعل من هذا الحزب حزبا مختلفا في إطار ايجابي، حيث ينتقل الوسط الاسلامي والمؤتمر الوطني "زمزم" الى إئتلاف وطني في مرحلة الاندماج ، ثم يستعيد رسالته من خلال "الوطني الاسلامي" في الصورة النهائية، وفي هذه الكينونة سينطلق الحزب الى أخذ مكانته كحزبٍ أردنيٍ قادرٍ على فهم المرحلة بما تحمله من حاجات لاستيعاب الطاقات الشبابية والنخبوية، ووضع الحلول الأنسب لحمل الوطن لما يناسب في البعدين الوطني والإسلامي، دون أي استبعاد لأي مكونٍ أردني في سبيل تطور الوطن ومنعته.