عمون - انس ضمرة - كان هاجسه احداث تغيير كلي وانتقال سلس هادئ لتصبح عمان الانموذج في عمرانها وتنظيمها ومشاريعها ونظافتها واناقة احيائها وشوارعها وارصفتها وهنا نتوقف عن قضية الارصفة التي تمسك ان تكون متاحة للمارة وليست مكانا لزراعة الاشجار على نحو يحرم المارة من استخدامها فيتعرضون الى خطورة السير على حواف الطرقات المزدحمة التي ضاقت بمركباتها ...

المهندس عمر المعاني عمدة العاصمة وهو يغادر موقعه اليوم كان استراتيجيا يفكر في الاتي من التحديات ويحمل في وجدانه رغبة لتأهيل المدينة لتلج عصر الحداثة والتقدم والمعاصرة من اوسع ابوابها ..فكان حريصا على وضع الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى لتؤهل المدينة لاستيعاب النمو السكاني المتوقع والتوسع الافقي الكبير بالعمران والمشاريع والمساكن والازدياد الهائل بعدد المركبات والحاجة الماسة لاعادة تأهيل البنية التحتية وتوصيلها الى كافة ارجاء المدينة التي امتدت واتسعت رقعتها الى جانب رفع سوية الخدمات التي تقدم لابناء عمان وفاعليتها وسرعتها بما ينسجم وايقاع المرحلة...

أمين عمان المهندس عمر المعاني ، وضع أسس التخطيط الإستراتيجي في أمانة عمان ، من خلال تنفيذ مشاريع تخدم مستقبل المدينة ، اهمها تنفيذ المخطط الشمولي لمدينة عمان ، وتطوير منظومة النقل العام ومشروع الباص السريع ،وإنشاء تقاطعي سمو الامير حسين بن عبدالله " تقاطع مرج الحمام " والشميساني المتوقع افتتاحهما نهاية الشهر الجاري وهما الأضخم في تاريخ عمان بكلفة تصل الى 45 مليون دينار .

وفي عهد المعاني باشرت الامانة بانشاء حدائق الملك عبدالله الثاني في المقابلين والتي ستكون أكبر متنفس حضاري وثقافي للمواطنين وتخدم مناطق شرق عمان على غرار حدائق الحسين اضافة الى انشاء العديد من الفراغات الحضرية مثل شارعي الوكالات والرينبو وساحة الاشرفية المجاورة لمسجد ابو درويش ،فضلا عن مشاريع تطوير وسط المدينة ،بمجملها وهي تطوير جبل القلعة ، ومشروع الساحة الهاشمية ، وساحة فيصل .

كما أنجزت الامانة عبر السنوات الخمس الماضية ، مئات الحدائق ومراكز تكنولوجيا المعلومات والملاعب الرياضية والمجمعات الثقافية ، فضلا عن تنفيذ آلاف الأمتار من الخلطات الإسفلتية وايضا مشروع عنونة وترقيم الشوارع وهو من العلامات البارزة التي لن تنسى للرجل حيث اخذ ابناء العاصمة يستخدمون اسماء الشوارع وارقام المنازل بكل يسر وسهولة وبات ممكنا ان تصل الى اي مكان ما دمت تملك اسم الشارع ورقم البناء .

وعمل المعاني في ظل توسع ونمو امانة عمان بإنضمام مناطق جديدة لتصبح مساحتها 1700 كيلو مترا ونجح في تنفيذ وعوده بان يكون هناك قفزة نوعية في الخدمات البلدية المقدمة لهذه المناطق وهي سحاب ومرج الحمام والجيزة والموقر وحسبان وام البساتين .
وإصطدمت طموحات المعاني بالازمة المالية العالمية التي عملت على تراجع ايرادت الامانة خاصة انها كانت تعول على حدوث قفزة في ايرادتها من انجاز مشاريع الابراج ، والمشاريع التي حصلت على أحكام تنظيم خاصة .

وبالرغم من إثارة مشروع الهيكلة في الامانة العديد الآراء المختلفة المعارضة والمؤيدة الا ان رواتب الموظفين ومختلف كوادر الامانة شهدت زيادات ملحوظة وتحسينات معقولة رغم حاجتها الى تحقيق المزيد من العدالة وخاصة بعد الحراك الاخير المطالب بحقوق مشروعه لقطاع كبير من العاملين في الامانة .

والمعاني عرف عنه اتقانه لفن الاستماع للاخرين وحرصه على استمزاج اراء من حوله والتحاور معهم قبل الوصول الى قرارات نهائية في مختلف الموضوعات ، وعرف عنه انه عصي على أساليب الضغط التي تمارس عادة على المسؤولين من مراكز قوى ومتنفذين ونواب وكذلك رجال اعمال مرتبطين بالسلطة..المعاني كان خلافيا حاسما حادا متمسكا بمواقفه ..

يغادر المعاني الامانة له ما له وعليه ما عليه.. وربما للحكم عليه وعلى ما حقق من انجازات فالعودة دائما لابناء عمان وذاكرتها الحية لتقول الكلمة الفصل وتحاكم الرجل كما حاكمت من قبله ..