من القطاعات الأكثر تاثرا بتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة هو قطاع السياحة.
في الأخبار أن السياحة التقليدية تراجعت بأكثر من ٧٠٪، كيف يمكن تعويض هذا النزيف.
إن كانت السياحة التقليدية قد غابت فهناك أنماط اخرى من السياحة يجب أن لا تغيب وهي سياحة المؤتمرات، وأيضا تحريك السياحة العلاجية.
فنادق في البترا والعقبة وعمان تعاني، وإن كان الانتعاش الذي لو يكتمل يستطيع أن يحملها لكن إلى متى؟.
وسيكون هناك المزيد، من التراجع طالما أن الحرب مستمرة والتعافي سيحتاج إلى وقت حتى بعد توقف الحرب ولن تنجو مرافق سياحية اخرى مماثلة.
المؤسسات السياحية مثل المطاعم أصيبت في عز موسمها، لكن التكاليف وضغوط الالتزام بسداد الديون بقيت ثابتة.
لن تستطيع وزارة السياحة ولا هيئة تنشيط السياحة طرح برنامج سياحي محلي مثل «الاردن معنا أحلى» لتشجيع السياحة المحلية لأن العدوان بلا شك يؤثر على المزاج العام.
تسويق الاردن مثل بيت هادئ في حي مضطرب يحتاج الى جهود مضاعفة وفيما يبدو أن المؤسسات المعنية بالترويج لم تعثر على المفتاح فهل كان التسويق خاطئا ام أن الإنفاق عليه كان باهتا؟.
استمرار العدوان وتوسعه إلى البحر الأحمر ينطوي على آثار اقتصادية كبيرة على الاقتصاد الأردني لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية.
البنك الدولي يقول أن الحرب تشكل «تهديدا» للنشاط السياحي وإيراداته خاصة في بداية مواسم الذروة، بعد التعافي القوي للقطاع السياحي من أزمة كورونا.
التعافي السياحي للعام الذي لم يكتمل في الأردن كان واسع النطاق عبر فئات السفر والبلدان من المنشأ، حيث سجّلت فئة السيّاح ليوم واحد ارتفاعا ملحوظا بنسبة 76%، حيث يُعتقد أن هذه الفئة من السياح عادة ما تزور الأردن كجزء من جولات سياحية تشمل أيضا أراضٍي تحتلها إسرائيل، وأن هذه الفئة تمثل قرابة 17% من إجمالي الوافدين في العام 2023 وقد تكون «الأكثر تأثرا» بشكل مباشر بالحرب.
نسبة إشغال الفنادق والحجوزات تراجعت بنسبة 50 إلى 75% خلال شهرين على بدء العدوان، لا سيما في المواقع السياحية الأكثر شهرة البترا ووادي رم والعقبة.
صناعة الطيران - التي كانت تتعافى لتوها من خسائرها المرتبطة بأزمة كورونا - ليست بعيدة عن مرمى الخسائر وقد تتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لأنها تتخذ مسارات أطول لتجنب التحليق فوق مناطق الحرب، وقد تنشأ تكاليف إضافية أيضا في حالة ارتفاع أسعار الوقود، مما قد ينعكس على سعر المستهلك النهائي ويؤثر بشكل أكبر على السياحة.
الأوضاع تبدو أسوأ وربما سيتطلب الامر إطلاق حزم إنقاذ اسوة بتلك التي اطلقت في ازمة كورونا للحفاظ على العمالة ودعم صمود القطاع كي تبقى الفنادق والمطاعم واقفة.
تعتاش مناطق سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة والسواحل التركية ودبي وغيرها على السياحة الروسية التي لم تتوقف، وكبديل تقليدي سيحتاج الأردن الى إطلاق برامج لجذب هذه السوق المهمة مثل طيران عارض منخفض التكاليف أسوة بتلك الرحلات التي نجحت في جذب سياحة اوروبية.
قطاع السياحة لا يعمل وحيدا فهو مرتبط بعشرات القطاعات الاخرى مثل المواد الغذائية وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل، والبناء.
الرأي