كنت أتمنى لو بالإمكان أن أرفق مع المقالة صوراً ووسائط اعلامية، ليشاركني القارئ الكمّ الذي شاهدته من الابداع الشبابي. شباب وشابات كالألماس الذي ينتظر فقط من يصقله، وكفاءات مختزنة تندفع بأول مبادرة حقيقية تقدم إليهم. تتأكد أمام حماستهم أن الوطن بخير، وأن المستقبل الذي يضم هذه البوادر الإبداعية هو مستقبل ثريّ.
بداية الأسبوع كنت في زيارة إلى وحدة الاعلام التنموي في مركز الأميرة بسمة للشباب، قضيت وقتا ً تسرب خلسة كالماء من بين الأصابع، فالوقت في حضرة الابداع يمر سريعاً، لكنك تشعر أن كل دقيقة برفقة المبدعين هناك تهديك مزيدا ً من المفاجآت المذهلة.
وحدة الاعلام التنموي في المركز غرفة صغيرة بدت كورشة عمل لا تهدأ ، اعتلت حيطانها الأربعة صورا ً غير عادية، التقطت بأعين ابداعية ، وهنالك فوق الطاولة أجهزة كمبيوتر والكترونيات، وتكدست أوراق وأقلام وألوان ورسومات ومطويات وأقراص مدمجة توثق لإنتاجات إعلامية مرئية ومسموعة ومطبوعة والكترونية.
المركز من خلال وحدة الاعلام قام بتدريب 27 شابا وشابة على استخدام وسائط الإعلام لتوثيق الموروث الثقافي الأردني في ست محافظات هي اربد وعمان والسلط والعقبة والزرقاء ومعان (الطيبة). ثم تسلح المشاركين، بالاضافة إلى المعرفة، بالأدوات الإعلامية اللازمة ، فاستطاعوا أن يقدموا مواد جميلة جدا تضاهي في جودتها المنتج الاعلامي المحترف.
.. فثمة بطاقات سياحية صورت فوتوغرافيا لتفاصيل مجتمعية وثقافية مغرقة في الإبهار، كما تم توثيق الزي السلطي من خلال ملصقات جدارية مطبوعة تحوي صوراً توضح تفاصيل زي النساء «الخلقة» وزي الرجال «الكبر» ، أما في اربد، فقد أنتج المشاركون فلماً قصيراً عن ثلاثة من البيوت التراثية والتي تم تحويلها إلى متاحف وهي بيت النابلسي، وبيت عرار، ودار السرايا. أما في الزرقاء، فقد وثقوا المواقع الدينية من مساجد وكنائس عن طريق التصوير الفوتوغرافي، المدعم بتسجيل صوتي. و في عمان، انتقلوا إلى المقاهي القديمة المنتشرة في منطقة وسط البلد ووثقوها بالصوت والصورة أيضا ً. غير أن مجموعة من الشباب انطلقت إلى منطقة الطيبة والتقطوا تفاصيل الطب الشعبي. وفي العقبة ..كان البحر سيد الموقف وكانت الصيادية سيدة الأكلات الشعبية.
ستعرض الأعمال في مهرجان «احكيلي عن بلدي» نهاية آذار في متحف الأردن، والأمر يستحق فعلاً الزيارة والمشاهدة. كما أنقل أمنيات الإعلاميين الجدد بأن تلاقي ابداعاتهم ومساهماتهم طريقها إلى الدعم الانتشار وأن لا يقتصر عرضها على أيام المهرجان ثم تطوى بعد ذلك في الأدراج!.
(الرأي)