تتعرض مدينة خان يونس وضواحيها في جنوب قطاع غزة إلى اعنف عملية عسكرية خلال حرب غزة ، حيث حشدت إسرائيل ما يقارب ثلاث فرق مجحفلة ومجولقة.. ومسيرة… مع اسلحة الإسناد المتنوعة وقوات احتياطية مع اسناد مدفعي ثابت وقصف جوي وبحري مكثف ، وممنهج . على جميع مناطقها وضواحيها ولا تكاد تخلوا منطقة او جزء إلا وطاله القصف ..
تعتبر خان يونس هي الحصن الرئيسي الأخير والهدف الرئيسي قبل الأخير للقوات الاسرائيلية ( محور صلاح الدين فيلادلفيا هو الهدف الأخير ) ، لعدة اسباب اهمها ،
ان قوات المقاومة معظمها تتحصن في اجزاء المدينة والتي تعتبر العاصمة الرئيسية للمقاومة ، وان قوات النخبة والمحترفين تتواجد في المدينة وهذا واضح من شدة المقاومة وتصديها وقتالها ضد القوة الاسرائيلية المهاجمة ، وكذلك ان مراكز السيطرة والقيادات العسكرية للمقاومة مركزة في مدينة خان يونس، علاوة على ان تحت خان يونس مركز الانفاق والتي تتوزع على اطراف القطاع .. وعلى اطراف ضواحي المدينة وخاصة المناطق الشرقية من المحافظة ..
يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي ان بعد العمليات العسكرية الموسعة للمناطق الشمالية والوسطى من القطاع انتقلت قيادات حماس وقادة المقاومة إلى مدينة خان يونس حيث يعتبروا اهداف محددة للجيش الصهيوني، تتابعهم من منطقة إلى منطقة ومن جزء إلى جزء من اجل قتلهم وإحراز نصر عسكري بعد الفشل الذريع لغاية الان في تحقيق اهدافها المعلنة .. والقوات الاسرائيلية تعتقد ان قادة حماس وخاصة السنوار والضيف هم متواجدين في خان يونس ..وهي مركز الثقل الرئيسي للمقاومة ..
من اهم اسباب حصار المدينة بالقوات الاسرائيلية من كل جهاتها لإعتقادهم ان عدد كبير من الاسرى موجودين وموزعين في المدينة واحيائها وضواحيها .. يتنقلوا حسب تنقل قوات المقاومة من جهة إلى جهة .. ومن نفق إلى نفق ..
تعد الاهداف الرئيسية والتي تنذر بكارثة الان هي المستشفيات والمدارس في المدينة وكذلك تجمعات النازحين والمراكز الطبية والحكومية والدولية الكبرى والتي تقول استخباراتهم ان عناصر المقاومة واعداد من الاسرى متواجدين في داخلها وهي بذلك تكرر مرة اخرى سيناريوهات المستشفيات في الشمال ..وقد بدأت بالفعل بحصار هذه المستشفيات وتسجيلها كاهداف حيوية لدى قوات المدفعية وسلاح الجو .. مع مراقبة جوبة كبيرة لها من قبل الطائرات المسيرة..والتي تستخدم الان بكثافة في سماء قطاع غزة من اجل المراقبة والاستطلاع وجلب المعلومات والاغتيالات والاعتداءات..
تمنع قوات الاحتلال اي نوع من الاتصالات الحسية بين دير البلح وخان يونس، حيث تجري الان عمليات قصف بين هذه المناطق وكذلك بين المخيمات ودير البلح شمال مدينة خان يونس..
من اجل السيطرة على كامل المدينة والتي تدافع المقاومة الفلسطينية بكل قوة وبسالة ، تقوم قوات الاحتلال بعمليات تدمير ممنهج لمعظم المناطق الشرقية والمنازل السكنية والمجمعات والبنايات من اجل عدم استخدمتها وإعطاء مدى رؤية وحرية مناورة من والى المدينة من الجهة الشرقية وحتى الحدود ..
من الاسباب ايضاً ان مدينة خان يونس هي المحاذية إلى مدنية رفح الحدودية مع مصر ، ومدينة رفح والتي تقع على محور فيلادلفيا ( محور صلاح الدين ) الحدودي مع مصر ، والذي سيكون هو المنطقة الوحيدة الحساسة جداً والتي تطالب اسرائيل الان من مصر باحتلال هذه المحور مع رفض مصري ثابت ، متمسكة باتفاقية فيلادلفيا الموقعة بينها وبين إسرائيل عام ٢٠٠٥ ، مع محاولات اسرائيل التحرش بالقصف والتقرب شيئا ً فشيئا الى هذا المحور المهم ، حيث تقوم في كل مرة بقصف هذا المحور عدة مرات تمهيداً لاحتلاله والسيطرة عليه وعلى المنفذ الرئيسي والوحيد ( معبر رفح )
لذلك تهدف اسرائيل من احتلال خان يونس الى تهجير سكانها اضافة للذين هجروا اليها من المناطق الشمالية إلى مدينة رفح من اجل الضغط على مصر لفتح المعبر واخراج وتهجير الفلسطينيين إلى منطقة سيناء ومن اجل الموافقة على احتلال محور صلاح الدين- فيلادلفيا..
.. وفي حال نفذت اسرائيل هذه الاحتلال فانها ستكون قد أحكمت سيطرتها الحدودية على قطاع غزة بالكامل وتحويلها إلى منطقة عسكرية وهذا ما تسعى اليه اسرائيل…
لم تنجح القوات الإسرائيلية المتوغلة من جميع الاتجاهات على مدينة خان يونس بسبب قوات المقاومة الفلسطينية والتي تقوم بصد قوات الاحتلال بكل قوة واقتدار حتى هذه اللحظة، مستخدمة كل أنواع الأسلحة المتوفرة والمهام الخاصة والضرورية حسب طبيعة العمليات وطبيعة الارض وتواجد القوات المحتلة ..
تسابق إسرائيل الزمن بتحقيق أهدافها او احدهما في الجنوب وفي خان يونس تحديداً بعد ان فشلت في تحقيقها في الشمال ، والتي لم تتحقق لغاية الان، بالرغم من هذه العمليات العسكرية الكبيرة في مدينة خان يونس، وذلك قبل الموافقة على هدنة يتم التحضير لها خلال هذه الفترة بين الطرفين ، حيث تسعى الدول الوسيطة وبدعم امريكي إلى تسطيح وتوافق بين الشروط لكل طرف فالعالم على ابواب هدنة طويلة خلال الفترة المقبلة القليلة .. علماً ان شروط المقاومة التي تتمسك بها هي ، انسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع ، وعمليات تبديل الاسرى الكل بالكل ، وعدم ابعاد قادة حماس من القطاع ، وان يكون لهم دور اساسي باي عملية سياسية مستقبلية في القطاع .. وفتح المعابر امام المساعدات بدون قيد او شرط ..
اخيراً اقول ان مدينة خان يونس هي الحصن الأخير وهي التي يعتمد عليها الهزيمة او النصر لهذه الحرب بين الأطراف المتصارعة ، مع استمرار القتال ومزيد من المجازر والمذابح والتهجير التي تقوم بها قوات الاحتلال غير آبهة لكل القرارات الدولية او محكمة العدل الدولية او الضغوط العالمية ..