ما الذي يدفعنا احيانا الى الإقبال على ما نَفرّ منه .. الموت ؟
المحامية رؤى بكر الشريده
30-01-2024 05:58 PM
كيف للأنسان ان يمتلك الجرأة وهو بكامل قواه العقلية على التخلص من وجوده في الحياة بإنهائها بنفسه ؟ مرتكب بحق نفسه هذا الجرم والذي يدفع ثمنه حياته والمجتمع بأكمله كرد فعل مأساوي على مواقف الحياة المسببة للضغوط ضنا منه انها الطريقة الوحيده لإنهاء الشقاء الذي ينوء بحياته لكنه استبدل وعراً بوعر آخر ينتظره جزاء على استكباره على تحمل مافي الحياة من نصب وتعديه على ما استأمنه الله عليه بتهجمه على هذا الجسد الذي خلقه الله واختصه به.
إما 1- بطريق الايجاب وهو ازهاق النفس بالفعل كإلقاء النفس من شاهق او في النار ليحترق او في الماء ليغرق ، اطلاق الاعيرة الناريه ، الشنق ، تناول مبيدات حشرية ... 2-بطريق السلب وهو ازهاق النفس بالترك كالامتناع عن الاكل والشرب وترك علاج الجرح......
وذلك يعني التمرد على أوامر الله بحفظ أمانته الذي وهبنا اياها لتحقيق الرسالة الذي استخلفنا الله بالارض لأجلها والذي هي الغاية من خلقنا.
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
[ البقرة: 30]
والخلافة في الارض من اعظم المهمات والمسؤوليات الذي اوكلت الى الأنسان الذي سُخر الكون وكل ما فيه له لإعانته على تنفيذ تلك المهمة والذي تتجلى المعحزة الالهية في كل جزء منه والذي يعد الأنسان الآية الكبرى به .
﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
[ الجاثية: 13]
فكيف للإنسان ان ينفذ تلك المهمة ؟
عبادة الله بالإيمان به والتزام أوامره ونواهيه والصبر على البلاء وعدم اللجوء الى الانتحار للهروب منه.
فما هي الدنيا الا تحديات ودار بلاء واختبار
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾
[ سورة البلد: 4] .
لكي تمايز بين الناس في التعاطي معها وتعلو بمهارات وقدرات الأنسان على تحقيق الانجازات لعمارة الكون في ضل وفرة وثراء الموارد الكون المتنوعة .
بالنهاية حياتنا هذه ما هي الا سبيل للوصول الى الحياة الحقيقية في الجنة ان شاء الله .