عبدالله الثاني ملك الحزم والعزم
د.أسمهان ماجد الطاهر
30-01-2024 11:46 AM
تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، في السابع من شهر شباط/ فبراير 1999م، يوم وفاة والده المغفور له- بإذن الله- جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وهو الحفيد الحادي والأربعون للنبي محمد،- صلى الله عليه وسلم-.
لتستمر المسيرة المباركة التي بدأها الملك المؤسس في تشكيل المملكة الأردنية الحديثة.
لقد تلقى الملك عبد الله الثاني الكثير من التدريبات العسكرية على مدار حياته مما جعله مؤهلا لأي مناصب عسكرية، ومع تقلده لحكم البلاد حافظ على استقرارها، وتعزيز مكانة الدولة الأردنية، وأهمية دورها الحيوي في كافة القضايا العالمية والإقليمية.
لقد أشرف الملك عبد الله الثاني بنفسه على تطوير وتحديث القوات المسلحة الأردنية لمواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات الأمنية الخارجية، والتي انبثقت أخطرها من التمرد في العراق والحرب الأهلية السورية. وقد نجح الأردن إلى حد كبير في تجنب الانخراط بالعنف.
وفي عهد الملك عبد الله الثاني بنوفمبر من عام 2019، استعاد الأردن سيادته الكاملة على أراضي الباقورة والغمر، وأعيدت الأرض إلى الأردن في عام 2020.
ساهمت سياسات الملك في زيادة البناء والنمو والتطوير بشكل كبير، فقد عمل الملك عبد الله الثاني على تحقيق الكثير من الإنجازات للأردن في الكثير من المجالات المختلفة. وعمل على إعلاء شأن الأردن وأسهم في نهضتها وتطويرها على جميع الأصعدة،
لقد اعتمد الملك عبد الله الثاني، منذ عام 2012،“ أسلوبا جديدا ”في نهجه السياسي من خلال طرح أفكاره وآرائه من خلال 7 أوراق أطلق عليها“ أوراق النقاش الملكية ”تناولت محاور تهتم بالدولة والشعب مثل: الديمقراطية ومرتكزاتها، الحكومة البرلمانية، دولة القانون والدولة المدنية، التعليم، وغيرها.
وجاءت الأوراق النقاشية لتشكل خطة لنهج جديد من الإصلاح والتنمية، ولتكون لبنة تخطيط استراتيجي رسمي لبناء ديمقراطية أردنية تكون «نموذجا أردنيا» للديمقراطية، ستتوج مستقبلا بنظام الحكومة البرلمانية.
الملك عبد الله الثاني عمل لدعم التحديث الاقتصادي والاجتماعي، ووجه إلى أهمية إدخال إصلاحات اقتصادية جديدة على السوق الحرة.
ودعم مجموعة واسعة ومتنوعة من المبادرات لتحسين وضع المرأة وتمكين مشاركتها السياسية،
كما أهتم بتحديث القطاع العام. ودفع باتجاه تحقيق الإصلاح بقانون الانتخابات وضرورة الاهتمام بالعمل الحزبي، وزيادة التصويت على أساس البرنامج وليس المصالح الشخصية أو القبلية.
كما اهتم الملك عبد الله الثاني بالقضية الفلسطينية وعمل على الدفاع عنها، وقام بالكثير من الخطوات الإيجابية لتوطيد علاقات كثيرة في سبيل تلك القضية.
إضافة إلى المساهمة في الكثير من مشاريع الصيانة التي تخص المسجد الأقصى وقبة الصخرة، والمسجد المرواني، بموجب الوصاية الهاشمية.
لقد تكفل الوصي الهاشمي الملك عبد الله الثاني بتجديد مسجد قبة الصخرة بتمويل كبير، تضمن تجديد الفرش الخاص به وأيضا قام ببعض أعمال الصيانة.
ولم يتوقف الملك عبد الله الثاني عن دعم القضية الفلسطينية، واستمر في جميع تحركاته الدبلوماسية والدولية بالمناداة بالعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الدولتين، والاجتماع مع الزعماء ولفت الانتباه الدولي إلى حل الدولتين.
وقد حذر من العواقب الوخيمة التي ستنتج عن التوترات المتزايدة في فلسطين مرارا وتكرارا.
ولم يتوانى الملك عبد الله الثاني عن تشجيع العديد من القطاعات التي توجد في الدولة من أجل الاندماج في الاقتصاد العالمي، كما قام بتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تضمن دخول الدولة في الاقتصاد العالمي وأيضا في التجارة العالمية الأمر الذي سيساعد على النهوض باقتصاد الدولة.
بيوم ميلاد القائد نستذكر مسيرة تاريخ حافل بفعل الخير، ونصرة الحق، ودحر كيد الطامعين، ليتربع الملك عبد الله الثاني- حفظه الله- تعالى على عرش قلوب الأردنيين. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.
Altaher@aut.edu.jo