facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ابو عماد يرحل بعيدا عن منازل الاهل


د. صبري ربيحات
29-01-2024 06:52 PM

لا اظن أن احدًا منا لا يعرف صلاح ابو زيد. صاحب الصوت الاجش َوالملامح المنبسطة والصوت الذي يشبه منصات الصواريخ حيث ابدع في نحت الردود المسكتة. في تاريخ الاردن الطويل وفي اكثر حقبة احتاجت الاردن لرجالاتها كان صلاح ابو زيد سياسيا ووزيرا واعلاميا ومنظرا ومستشارا وفارس كلمة وصانع خطاب لا يشق له غبار. حتى اصبح ايقونة للعطاء والانتماء ونموذجا لا يختلف كثيرا عن نماذج الرجالات الذين ذابت شخصياتهم في الهوية واصبحوا تجسيدا حيا لها تظهر وتتبدى في احاديثهم ومظهرهم وسلوكهم.

الخسارة والتأكل الوجداني الذي يحمله رحيل صلاح ابوزيد بعيدا عن الديار التي سيجها بقلمه وحنجرته وسهره لا تقل عن الفجيعة برحيل اخر الرجال الذين امنوا بمشروع الدولة والنظام وبقي هو ونفر من رفاقه في الخندق الذي تلقى القذائف من كل الاتجاهات.

الرحيل عن الدنيا فصل من الفصول التي تشتمل عليه رحلة كل واحد منا لكن المؤلم بحق ان لا يجد صلاح ابو زيد مكانا له في الوطن الذي حمل على كتفيه عبء التصدي للمشككين يوم كان الرجال يتسابقون على الجلوس في احضان الخصوم.

لقد عرفت الراحل الكبير في نهاية السبعينات بعد ان اعيد من سفارتنا في لندن واحتجز وقتها في مركز اصلاح المحطة ضيفا على نادي الضباط حيث مثل المقدم المرحوم غالب الضمور الوجه الانساني للامن العام فابقى على قواعد الضيافة والاحترام لرجل سكن وجدان كل الاردنيبن الذين تابعوا كفاحه وعمله وتفانيه لتسييج الهوية الوطنية بخطاب دفاعي يصد هجمات صوت العرب وولولة الكثيرين ممن ارادوا الايقاع بالنظام الاردني تحت عناوين وحجج لا تنتهي.

في تلك الايام كنا نرقب كضباط حديثي الخدمة اول اشكال الصراع وتصفية الحسابات بين مراكز القوى التي تفننت في حياكة القصص والمكائد لبعضها البعض... كنا نعرف ذلك بقلوبنا وبتلميحات عابرة فاولا واخرا لم تكن الاجواء تسمح بالكثير من الافصاح.

لاحقا وفي تسعينات القرن الماضي عاد صلاح ابو زيد ليعمل مستشارا في الديوان الملكي العامر بعد ان تغيرت الكثير من الاوضاع والظروف واصبح الخصوم اصدقاء وانضم الى قاطرة التنظبر اجيال من الشباب والكهول من مختلف المشارب والنحل.

لم يدم ذلك طويلا.. فقد اضطرته الظروف الى قبول الرفادة التي قدمها له الشيخ زايد بن سلطان واستمر في اقامة دامت اكثر من عقدين دون ان يتخلى عن الحنين للمنزل الاول... رحم الله صلاح ابَ زيد احد اعمدة وصناع الهوية التي لا نزال نطوف حول محرابها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :