إدارة بايدن "لا ترى في العدوان ابادة"!
د. محمد ناجي عمايرة
29-01-2024 01:49 PM
بين لحظة وأخرى يطالعنا السياسيون بتوقعات واسعة الخيال عن ان الحرب العالمية الثالثة واقعة لا محالة .
وفي ما يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن "مازق احتمالات توسع الحرب "ويظل يكرر القول ان اميركا لا ترغب في توسيع الحرب ولا تريد المواجهة المباشرة مع ايران ، ويكتفي بردود محدودة على ميليشيات في اليمن ولبنان والعراق ،يقول انها تخوض حربا بالوكالة عن ايران .
مواقف الدول العربية وخاصة دول المنطقة تتراوح بين الصمت والتصريحات الخجولة وبين التلهي بانشغالات خارج الاهتمام العام !
وحدها المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة تواصل التصدي للعدوان الصهيوني ببسالة نادرة واقتدار لا يضعف ،رغم ادعاءات العدو لنفسه ،بتحقيق انجازات عسكرية ،لا تترك اثرا على الارض .بينما تلحق بقواته كل يوم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ،ويراوح جنود الاحتلال اماكنهم في مساحة ضيقة من غزة و يزداد القصف الممنهج على المدنيين العزل والمحاصرين في غزة والضفة ،في عدوان مستمر لا يتوقف منذ نحو أربعة اشهر يطاول المخيمات والمدارس والمشافي والجامعات ،وتجمعات النزوح القسري داخل قطاع غزة في حرب ابادة يؤكدها كل الاعلام الأجنبي الذي لم يعد قادرا على تغطيتها او إنكارها .
الذين راهنوا على ان محكمة العدل الدولية في لاهاي سوف تؤكد تهمة الإبادة الجماعية على الكيان الاسرائيلي وفقا للدعوى التي رفعتها دولة جنوب افريقيا بتحركها الشجاع والجريء والبناء أصيبوا بشيء من الإحباط لأن قرار المحكمة لم يتضمن ذلك التاكيد ولا اقترن بطلب واضح لوقف الحرب والعدوان الصهيوني .
غير ان خبراء القانون الدولي الكبار وبينهم دولة الدكتور عون الخصاونة نائب رئيس المحكمة الدولية السابق أوضحوا بجلاء ان المحكمة اتخذت إجراءات قانونية ألزمت بها السلطة القائمة بالاحتلال تذهب إلى ابعد من الدعوة إلى وقف العدوان الاسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ماديا ومعنويا إلى جانب دعم إعلامي وسياسي من دول أوروبية عديدة،لا تنفك جميعها عن إدامة تشغيل (أسطوانة )الاخلاقيات وحقوق الإنسان والسلم العالمي التي تكررها ببلادة مستفزة .
وبقدر ما يشعر المواطن العربي بعامة بالخذلان الرسمي العربي عن نصرة المقاومة على مستوى الدعم والمساندة والتسليح .. ويستمر الكلام الإعلامي الذي يحمل المعنى ونقيضه .
وبقدر ما يشعر أبطال المقاومة بانهم وحدهم ،ويواجه ابناء الشعب الفلسطيني الاستفراد الصهيوني الاجرامي بأبشع صوره قتلا وتشريدا وحصارا وتجويعا .
ويظل المواطن العربي الملتاع على مشاهد الضحايا والشهداء من الأطفال والنساء وكبار السنة الذين لا يجدون اي ملجا من القصف الجوي والبري والبحري وسط افتقاد ابسط سبل العيش وغياب الماء والكهرباء والغذاء والدواء و اللجوء إلى المقابر الجماعية لدفن الشهداء الذين اضحوا بلا اسماء .
وسط ذلك كله ترتفع غزة شامخة رمزاً للمقاومة الباسلة و التصدي الشجاع للمعتدين بالتكتل على سواعد المقاتلين الذين حازوا تاييد الرأي العام العربي والعالمي وانتزعوا إقرار الاعداء قبل الاصدقاء بأحقية نضالهم وعدالة قضيتهم .
ويظل المسؤولون الاميركيون وحدهم يتبجحون بدعم الكيان المحتل والزعم" بان اسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها" ..!!!
بل ان الإدارة الاميركية تواصل التعامي عما يجري من ابادة فبايدن ومستشاروه لا يرون ان المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بالعشرات كل يوم هي حرب ابادة ضد الفلسطينيين العزل .ولا يرون سياسة الارض المحروقة والتطهير العرقي ودعوات بعض وزراء حكومة نتنياهو إلى تدمير قطاع غزة بقنبلة نووية .!!!
واخيراً هل سينهض المجتمع الدولي إلى مستوى المسؤولية الإنسانية فيتولى تنفيذ إجراءات المحكمة الدولية بوقف القتال والكف عن الأعمال العدائية التي تتسم ب (الإبادة ) وتقديم المساعدات العاجلة والكافية للشعب الفلسطيني الاعزل بدون اي تاخير ...!!؟