facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمريكا تخطط لعزل روسيا .. كيف؟


د.حسام العتوم
29-01-2024 10:33 AM

مع اندلاع كل حرب و نشوب كل أزمة دولية تحرص أمريكا على أن تكون هي السيد فيها ، و تجر الغرب ، و حلف ( الناتو ) خلفها ، و عينها بشكل دائم على عزل روسيا دوليا ، و على فصل الصين عنها . وهو مؤشر على ضبابية أحادية القطب ، و على قرب مغادرته المشهد الدولي بعدما كان يتوازن مع قطب الاتحاد السوفيتي قبل عام 1991 . ومع انهيار الاتحاد السوفيتي صعد نجم روسيا الاتحادية كقطب عملاق أكبر من دولة ،وهو الذي كان يتزعم المنظومة السوفيتية ، وتم نقل كامل ترسانة السلاح النووي السوفيتي الى داخلها ، وبعد ارتفاع السنة الحرب الباردة مع الغرب الأمريكي على هامش الحرب الأوكرانية دفعت بجزء من مخزونها النووي تجاه بيلاروسيا – خط الدفاع الأول عنها . و تحاول أمريكا – أي الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب تشويه صورة روسيا بعد اندلاع العملية / الحرب الروسية – الأوكرانية ومع ( الناتو ) بالوكالة التي فرضت على روسيا و لم تختارها ، و رغب الغرب بجرها الى وسط وحلها ، لكن روسيا التقطت اشارة المؤامرة الأمريكية مبكرا ، و فسرت لنا العملية/ الحرب .

لقد رصدت روسيا في وقت مبكر حراك الثورات البرتقالية الأوكرانية ( الاصلاحية ) منذ عام 2007 في عهد الرئيس الأوكراني ليونيد كوجما ، و كررت تسجيلها لتفاصيل انقلاب " كييف " عام 2014 ، و رصدت في داخله الخيوط اللوجستية الأمريكية و الغربية . فسحبت اقليم قرمها الى داخل عرينها ، و هو الروسي الأصل و التاريخ منذ عهد الأمبراطورة يكاتيرينا الثانية و حرب روسيا مع الدولة العثمانية التي انتصرت فيها عام 1768 . و سبق للاتحاد السوفيتي في عهد الزعيم نيكيتا خرتشوف أن ضمه لأوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد ، و استمر أوكرانيا حتى في عهد الرئيس فلاديمير بوتين 60 عاما ، لكن ادارة " كييف " لظهرها بالكامل عن موسكو قلب الطاولة رأسا على عقب . ولم تحرك روسيا عمليتها العسكرية الخاصة التحريرية الإستباقية الدفاعية بتاريخ 24/ شباط / 2022 بهدف احتلال أوكرانيا و الحاق الأذى بالأوكران مثلا ، بل على العكس تماما تعتبر روسيا جارة التاريخ و الأوكران أخوة لشعوبها الروسية . و ركزت على أن يكون الهدف هو اجتثاث التيار البنديري المتطرف و نظام " كييف " المتطرف أيضا المتعاون مع أمريكا و الغرب و " الناتو ".

و بحكم أن روسيا دولة قانون و مؤسسات ، عادت لملف انهيار الاتحاد السوفيتي لتثبت عدم أحقية الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي التحالف مع " الناتو " أو مع أية دولة معادية لروسيا و للحلفاء من حولها مثل أوكرانيا كييف " . و حركت مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تقر للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا في الحرب الأوكرانية ومع " الناتو" بالوكالة الدفاع عن نفسها . وقبل ذلك عقدت جلسات حوارية مع سلطة " كييف " ، و اشركت بيلاروسيا و المانيا و فرنسا في اتفاقية " مينسك " التي كان من الممكن عام 2015 أن تحقق سلاما لأوكرانيا و للعالم ، لكن هيهات فلقد عبثت أمريكا تحديدا بأوراقها و أفشلتها . و استمرت " كييف " بقصف ناسها الأوكران و الروس على هيئة جريمة حرب راح ضحيتها أكثر من 14 الفا و شرد غيرهم على مدى أكثر من ثماني سنوات و لازالت تقصفه حتى الساعة ، وهو الذي رفض الغرب الأمريكي الألتفات اليه تماما كما يفعل الان أمام جريمة الأبادة الإسرائيلية في غزة 2023/ 2024 .

ولقد نجحت روسيا في تنظيم استفتاءات شعبية في كل الأقاليم الخمسة التي ضمتها مثل ( القرم ، و لوغانسك ، و دونيتسك " الدونباس " ، و خيرسون ن و زاباروجا ) ، و تتطلع لتحصين الدونباس بضم اقاليم أوكرانية أخرى مثل ( خاركوف ، و أوديسا ، و نيكولاي – الدنيبر ) كلما عملت أمريكا ومعها الغرب على اطالة الحرب التي تعتبرها روسيا مجرد عملية خاصة . وهي لم تذهب اليها الا بعدما ثبت لها بأن أوكرانيا راغبة بييع نفسها لأمريكا و الغرب و للناتو . و بعد نجاح روسيا الملاحظ في ميدان المعركة خارج حدودها السابقة قبل ضم الأقاليم السابقة الذكر هنا ، توجهت لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم و يبقي الباب مواربا للغرب للانضمام أمام حتمية التحول و التغيير. و سبق لروسيا عام 2000 أن عرضت على أمريكا بيل كلينتون ضم روسيا للناتو لوضع حد للحرب الباردة و سباق التسلح ، وهو الأمر الذي أفشلته أمريكا وقتها .

و الملفت للأنتباه هنا ، هو بأن أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تظهر انحيازا و اضحا لنظام أوكرانيا – كييف بقيادة فلاديمير زيلينسكي ، الذي أضاع و نظامه السياسي فرصة الحوار مع موسكو و بتشجيع أمريكي أكثر من غربي يسهل رصده . و لا يجهد طرفه بالتقصي عن الحقائق ميدانيا و عبر لجان متخصصة ، و روسيا بالمناسبة أقرب لأوكرانيا من أمريكا و الغرب ثقافة وتاريخا و ديمغرافيا و جغرافيا . و يشكلان معا عمقا سلافيا و سوفيتيا سابقا ، و رغم انفراد كل دولة منهما بالتحدث بلغة مستقلة مثل الروسية و الأوكرانية ، ولغة الحدود بينهما روسية – أوكرانية ممزوجة تسمى بالخاخولية ، و عادات و تقاليد متقاربة ، و تاريخ مشترك ، و الأوكران الغربيون و رغم محاربتهم للغة الروسية الا أنهم يتحدثونها في السياسة و الدبلوماسية و الحياة الأجتماعية .

وتصفق أمريكا بحرارة في كونغرسها للرئيس زيلينسكي – فنان الأمس الكوميدي ،و صاحب مسرحية خادم الشعب التي حولها سياسيا خادما للغرب من حيث يدري أو لا يدري ،وتتناسى لقاءات جنيف الدافئة مع الرئيس بوتين ، و تغمض أعينها عن اللقاءات الأمريكية – الروسية الرئاسية الناجحة و المتميزة في عمق الزمنين الروسي و السوفيتي الأمريكي . و شاهدناها تدعو لمؤتمر في ميونخ في المانيا حول أوكرانيا من دون دعوة روسيا الطرف الاساسي في الحرب و السلام . و تكرر دعوة العالم الى سويسرا حول أوكرانيا من جديد من دون دعوة روسيا ثانية ، بينما تقر سويسرا على لسان وزير خارجيتها بأنه يستحال اقامة سلام في أوكرانيا من دون روسيا . و توجه أمريكا عبر أوكرانيا – زيلينسكي دعوة للصين لحضور قمة سويسرا حول أوكرانيا بهدف احداث شرخ في العلاقات الصينية – الروسية و لعزلة روسيا عالميا ، وهو المستحيل .

و في شأن حرب غزة ، و التي سببها التاريخي هو الاحتلال الإسرائيلي و غطرسته و همجيته و عنصريته على مدى 75 عاما ، و ليس بسبب هبة و صيحة حماس تحت شعار طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 فقط ، نلاحظ كيف و اجهت أمريكا في مجلس الأمن المبادرة الروسية لوقف الحرب التي تسببت في ابادة إسرائيلية لأهل فلسطين في غزة وعن قصد و سبق اصرار و برمجة بفيتو رافض وسط سعير الحرب الباردة و سباق التسلح . و كيف أعاقت فرصة الحوار الروسي بين إسرائيل و حماس . و في التاريخ المعاصر أفشلت أمريكا لجنة الرباعية حول فلسطين فقط لأن روسيا شريكة فيها . و الكلام يطول و لا يجف .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :