الاسابيع القليلة المقبلة هي اسابيع تغييرات على الصعيد المحلي ، فعبرها ستتخذ قرارات تتعلق بمجلس النواب وعمر المجلس من حيث استمراره او حل المجلس ، وعبر ذات الاسابيع سيتخذ قرار بشأن موعد الانتخابات النيابية المقبلة وهل ستجري في شهر حزيران او بعد ذلك ام انها ستؤجل ، والاغلب ان وضع الحكومة غير المريح ابدا هذه الايام سيتم حسمه كذلك بطريقة او اخرى بالاضافة الى تغييرات داخل مؤسسات اخرى مهمة تتعلق بطريقة العمل والشخصيات التي ستدير العمل.جلالة الملك بالطبع سيسافر الى سويسرا وهولندا ، مما سيجعله خارج الاردن من بعد غد الثلاثاء وحتى نهاية الشهر الحالي ، رئيس الوزارء سيسافر كذلك الى اليمن مما يجعل الشهر الحالي شهرا مزدحما ، ولن تحدث به أي قرارات ، لتؤجل استحقاقات الملف المحلي الى شهري شباط واذار ، أي اننا امام ثمانية اسابيع حاسمة بشأن الداخل الاردني.
اقليميا تسعى واشنطن للترويج لقصة دولة فلسطينة مؤقتة تندمج مع الاردن تحت مظلة كونفدرالية ، وهناك حرب مقبلة ضد ايران ، وترتيبات جديدة على الصعيدين السوري واللبناني والعراقي ، وهذه القضايا تضغط على الخاصرة الاردنية ، المضغوطة اصلا بقضايا محلية شائكة مرتبطة بالاصلاح والديموقراطية والانتخابات واداء الحكومات والوضع الاقتصادي وكيف نحافظ على هذا البلد وسط هذه المعمعة المقبلة على الطريق.
اتمنى كغيري ان نأخذ وقتا كافيا في القرارات المقبلة وان تؤخذ هذه القرارات كحزمة واحدة متسقة مع بعضها البعض ، وان نراعي فيها نوعية الاسماء مع الخطط والاستراتيجيات ، حتى نتخلص من مبدأ التجزئة والتحويلات ، خصوصا اننا امام ظرف حساس للغاية داخليا وخارجيا ، ومن المؤكد ان العملية كلها لا تأتي بهدف التغيير لمجرد التغيير ، اذ ببساطة تحديد الاولويات وما الذي نريده داخليا وخارجيا على الاقل لعامين مقبلين ، كفيل بايجاد الاجابات ، حول الخط العام المقبل ، بل لربما التمهل في اختيار من سينفذون اولويات المرحلة المقبلة ، على اساس الخبرة والشراكة والانسجام ورد روح الحياة الى المؤسسة العامة والهيبة واتخاذ القرار هي قضايا يجب ان تؤخذ في الحسبان خلال الاسابيع المقبلة ، اذ ان سلق المراحل لم يؤد الا لمزيد من المتاعب والتردي في اداء المؤسسة العامة امام اصغر ثلجة وصولا الى المماطلة في الرد على الموازنة دون سبب واضح دون تقطيع قلوبنا بسبب ودون سبب.
من حق الاردن ومن حق الاردنيين ان يتم شد اساسات المرحلة المقبلة ، وان نتخلص من مبدأ التحويلات على الطريق في السياسة: فالتحويلات تصلح لكل شيء باستثناء السياسة الداخلية والخارجية على حد سواء.