حسناً فعلت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفنلندا، وأستراليا، وإيطاليا، وكندا، وهولندا، وألمانيا، بتعليق مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، حسناً فعلت، هذا هو التوقيت المناسب لخنق الأونروا، واستكمال مخطط تصفية الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه في غزة، وقف رواتب 12 ألف موظف وموظفة يعملون على تلبية الاحتياجات الإنسانية، خطوة فاعلة مؤثرة، وقف الدعم الذي سيمنع الوكالة من القيام بالحدود الدنيا من واجباتها اتجاه اللاجئين، فكرة عبقرية لقتل الفلسطينيين في غزة جميعاً، ليس هناك أفضل من هذا الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار. أحسنتم القول والفعل في الزمان الصحيح، والمكان الصحيح.

استجابتكم بشكل عاجل لوقف الدعم لوكالة الغوث، للاشتباه بضلوع 12 شخصاً بشكل أو بآخر في هجمة السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، استجابة إنسانية عاجلة غير مسبوقة لشعب لم تستكمل إسرائيل تصفيته، دولة تلو الأخرى انضمت إلى قرار واشنطن، بسرعة فائقة، سرعة انهيار حجارة الدومينو، وستؤدي قراراتكم على الأغلب إلى نتائج ساحرة في تجويع الشعب الفلسطيني، هكذا هو الأمر، عقاب جماعي لشعب لا يستأهل الحياة، فليقتل بأكمله للاشتباه في ضلوع 12 شخصاً يوم السابع من أكتوبر.

شكراً لإنسانيتكم، لعطفكم، لحكمتكم، لرحمتكم، لتفهمكم، لرباطة جأشكم، لنبلكم، لتوحدكم من أجل تحقيق هدف سام؛ قتل الشعب الفلسطيني، والسير بالتوازي مع ما تفعله إسرائيل في غزة، كيف تماهيتم مع القصف والتدمير والتعطيش والتجويع والموت في العراء. لا أعرف كيف أشكركم على مؤازرتكم لغلاة مستوطنين تستخدمهم حكومة الاحتلال، للتذرع بحيلولة عبور شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.

شكراً لإنسانيتكم، لسياستكم، لدبلوماسيتكم، لتواطئكم، لنفاقكم، لقلوبكم النقية السوداء، شكراً لحمايتكم شعب غزة، لمنع الإبادة غير الكاملة، لاستكمال حلقات الظلم، لإسناد نتنياهو، للعزف على وتر سموتريتش، لمحاكاة خطابات إيتمار بن غفير، شكراً لاعتدالكم، ووقوفكم إلى جانب الظلم، ونظام الفصل العنصري، لأمثالكم تنحني الهامات، قتلة بياقات حمراء وزرقاء وخضراء، ولن ينسى شعب فلسطين لكم هذه الوقفة النبيلة في تخليصه من الحياة، وتصعيده جائعاً إلى سماء ربه، شكراً لك بايدن، كنت المحسن المبادر، وأنت الداعم والمؤازر، وشكراً لجوقتك العازفة، سوناك، وألبانيز، وروته، وشولتس، وترودو، وميلوني، وأوبو، شكراً لإنسانيتكم جميعاً، لهبّتكم الجماعية في سبيل حماية الإنسانية من الحياة، والشكر لا يكفي أمثالكم، وأيديكم ملطخة بدماء أهل غزة.