facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




غزّة بين المنفعة واللامنفعة


فيصل سلايطة
28-01-2024 12:24 PM

جدال عميق دائر لم يتوقف منذ السابع من اكتوبر ، طرفيّ صراع كلٌّ منهما يرى فلسفته هي الأحق و الانفع و الافضل...ماذا خسرنا و ماذا كسبنا منذ طوفان الاقصى؟.

طرف يشجع و يفتخر ، و على الضفّة الاخرى برفض شديد قاطع يقولون " ماذا لم نخسر منذ العبور الأخير؟ ".

فإن نظرنا من مبدأ نفعي يسطّح منحنى الخسائر أو يبسّطها سنجد بأنّ العملية برمّتها هي "حالة اعجازية " من كسر هيبة و رتابة و سلطة الكيان الاسرائيلي ، نحن الذين كنا نظنّ بأنّ الذبابة لا تستطيع خرق الجدار وجدنا أنفسنا في ذهول أمام ما جرى ، فالخرق في حدّ ذاته مهما كان بسيطا هو حالة نجاح بمعزل عن أي نتائج ...

"غزة قضية عالمية"...لكي ننصف السابع من اكتوبر ، كانت قضية فلسطين على شبه حافّة النسيان ، فأحداث كثيرة يضج بها الاعلام باتت تسحب ورقة الصراع العربي الاسرائيلي أكثر نحو المحلية أو حتى البيت الفلسطيني الداخلي ، لكن منذ اكتوبر باتت القضية مسألة عالمية مطروحة بقوة ، أصبح بها الطفل الاوروبي يعي و يدرك ما يحدث في فلسطين من أهوال و مجازر ، لذلك من بين أعظم انتصارات ذلك العبور هو جعل القضية تعود إلى الواجهة و تصبح حديث الشارع البشري بمختلف الوانه و لغاته و ثقافاته ، ساهمت أيضا تلك الخطوة في كشف الانحرافات العميقة داخل الجيش الاسرائيلي الذي لسنوات طويلة راح يصدر الصورة الانسانية عن نفسه و بأنّه الاكثر سلميا مختصرا تسميته "بجيش الدفاع" ، ليتبين أن الدفاع هو دفاع عن الهجوم و ليس دفاع سلميا صفريا .

و أما بلغة الديموقراطيات فكانت لغزة كلمة الفصل بهزّ الصورة العالمية لاسرائيل تلك " الديموقراطية " الوحيدة الشرق أوسطية كما تدعّي ، ليكتشف مواطنوها أن الديموقراطية هي تقريبا ورقة تسويق لا أكثر ، فالشارع الاسرائيلي يغلي يوما بعد يوم ، و مستوى الحريات بات ضربا من الماضي.
اكتوبر أيضا كشف ضآلة الاقتصاد الاسرائيلي الذي طلب العون و المعونة منذ اللحظة الاولى ، كقافلة لا تنقطع من المساعدات لم تقوى اسرائيل على الاعتماد الحرفيّ الكامل على اقتصادها منذ السابع من اكتوبر دون طلب العون و الدعم العالمي ، لذلك فصورة "الكمال " المطلقة لتلك الدولة المغروسة في خاصرة الشرق أصبحت من الماضي اليوم.

أمّا مناهضو عملية السابع من اكتوبر فيرَون أنّها دمرت غزة عن بكرة أبيها و ابادت شعبها ابادة جماعية كحكم اعدام عام ، و هنا لا يجب أبدا أن ننكر الويلات التي نزلت على رؤوس اصحاب الأرض في القطاع ، لكننا نقع في معضلة شائكة ( هل وقعت حرب في التاريخ بلا خسائر؟ ) بيد أن حتى أولئك الذين يقفون ضد الحروب يرون بها "عدوان محقق" أو رد فعل اسرائيلي ، فيقولون نحن الذين ضربنا عش الدبابير فهل كنّا نتوقع منهم ضربنا بالعسل ؟.

هذا الاخذ و الرد بين من يدعم و من يعدم الفكرة ، هو صراع دائم موجود و قائم في كل البلدان سواء في روسيا و اوكرانيا اليوم أو في اليابان في الماضي ،،، لكن ما يهم اليوم هو النظر في آلية تخفّف من اعباء أهالي القطاع ، ففي الحقيقة باتوا يواجهون الحياة بصعوبات لا يمكن أبدا تصوّرها ، بعضهم قد يعبّر عن رفضه لنتائج ما فعلت حماس و لهم كلّ الحق في التعبير ، و بعضهم الآخر يرى أن النصر ينتزع بالتضحية ، لكن في عالم استهلكت فيه الصورة الانسانية و بات المنهج البريء هو عنوان المنظمات المختلفة ، نجد أننا أمام صورة " لعمى واسع " أصاب العالم ، فهل يصعب على تلك الدول "على أقل تقدير " جلب سفن سياحية كبيرة تفصل الاطفال و النساء جغرافيا عن القطاع ريثما ينتهى القتال؟ .

هي ليست دعوة للتهجير بقدر ما هو استهجان من تعامل عدمي مع الحرب ، و للأسف دول عديدة باتت تصاب بالساد عند الحديث عن الابادة ...

لذلك قد يقع الانسان في تناقض عند الحديث عن القضية الغزّية ، ليدعم العملية الاكتوبرية بمعزل عن نتائجها و لينتقل نحو رفض لها ما إن يتم تناول الاجتياح و المجازر التي حدثت...تناقض لم و لن يدفع ثمنه سوى أولئك الضحايا...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :