كيف نواجه (الثورة المضادة)
موفق محادين
15-03-2011 03:08 AM
بعد اتساع صدى وتأثير الثورة الشعبية العربية في تونس ومصر وانتقالها السريع مثل النار في هشيم النظام العربي الرسمي من المحيط الى الخليج, راحت قوى هذا النظام تدير وتنظم (ثورة مضادة) ضد الشعوب الثائرة على الطغيان والفساد والاستبداد وسلطة المافيات والتواطؤ مع الامبرياليين الاجانب...
ومن ابرز الاساليب القذرة الدنيئة التي لجأت لها العصابات الحاكمة في مناطق الثورات المتواصلة:
1- القمع الوحشي من استخدام الرصاص الحي والغازات السامة في اليمن الى ضرب المدن والاحياء السكنية بالمدفعية والطائرات والدبابات والقنابل العنقودية من قبل المجرم والمعتوه الذي اغتصب السلطة في ليبيا وحولها الى مزرعة عائلية ومافيا مسلحة اجرامية.
وشاهد العالم بام عينه كيف منعت سلطات عقيد صنعاء سيارات الاسعاف من نقل المصابين, وكيف استخدمت عصابات عقيد ليبيا سيارات الاسعاف لنقل مجرمين لقتل المدنيين.
2- استخدام البلطجية والزعران والمجرمين الذين تم اخراجهم من السجون للاعتداء على المدنيين كما فعل القذافي في طرابلس والزاوية كما عرفنا مؤخرا ان نوابا في برلمان مبارك البائد كانوا وراء بلطجية ميدان التحرير بالتنسيق مع جهاز مباحث امن الدولة الذي اجتاحه المتظاهرون مؤخرا.
3- لم يكن صعبا على انظمة اغتصبت السلطة عقودا طوال حشد قطاعات واسعة من الرعاع وما اكثرهم في ضوء اللوحة الاجتماعية المشوهة في الحالة العربية..حيث جرى تسويق الالاف من هؤلاء كرأي عام آخر (شارع مقابل شارع) اما مقابل رشوات معروفة واما عن طريق الحقن العشائري او المذهبي او الجهوي, وهو حقن يدخل في نطاق الفتنة الاهلية.
4- حشد العصابات الحاكمة لجيشها من الاعلاميين وكتاب التدخل السريع لتضليل الرأي العام المحلي والدولي وتصوير جرائم العصابات المذكورة كأشكال من الاجراءات الشرعية لحفظ الامن وممتلكات المواطنين.. الخ.
5- والاخطر من كل ذلك وكما فعل معتوه ليبيا وغيره, ربط الامن الخاص لعصابات هؤلاء المعتوهين المجرمين الفاسدين بالامن الوطني والعالمي, ولم يتردد طاغية ليبيا واعضاء مزرعته العائلية من اعتبار سقوط عصابتهم سقوطا لامن امريكا واوروبا و »اسرائيل«.
في مواجهة كل ما سبق فان الرد على (الثورة المضادة) التي تهدف الى وقف الثورة المتواصلة على المستوى القومي كله, يتطلب ما يلي:
1- تعميق البعد العربي لهذه الثورة في كل مكان.
2- دعم الثورة الليبية واليمنية بكل الاشكال الممكنة باعتبارها حلقة تواصل مهمة لمسلسل الثورة العربية برمتها وهو ما يستدعي مبادرات شعبية عربية مؤازرة تركز على هاتين الساحتين اضافة للجهد الاعلامي عبر الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية.
3- مبادرات على المستوى العالمي لحقوق الانسان تطور القوانين والهيئات الدولية بما يحررها من سيطرة العواصم الكبرى ويعطيها ابعادا عملية من نمط طرد اية دولة تنتهك حقوق الانسان على طريقة ما شهدته ليبيا وغيرها, طردها من الهيئات الدولية وعدم الاعتراف بها ورفع اي غطاء عنها في كل المحافل وتحريك المحكمة الجنائية ضدها ووضع اليد على ارصدتها وارصدة المسؤولين فيها.. وبحيث تدرك اية عصابة حاكمة ان اطلاق النار والزعران واعتقال المحتجين السياسيين قد يؤدي بها الى هذا المصير...0
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)