بغض النظر عن تفاصيل القرار والغوص بحيثياته، احنا، وعلى قولة المثل البدوي " نقص بأثر الضبع والضبع هذاك هو قدامنا" اسرائيل لايهمها قانون دولي ولا وقرارات محكمة ولامنظمة امم متحدة، والتاريخ خير شاهد على ذلك .
من المأثورات التي تستدعيها الذاكرة في هذا المقام:
-لا يفل الحديد الا الحديد .
-ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
-وما حك جلدك غير ظفرك.
-واعلم يابني بان الحق بدون قوة قد ضاع.
-حتى الانبياء الذين لم يزودوا بالقوة لم ينجحوا باكمال رسالاتهم.
وغيرها الكثيرمن الاقوال والحكم التي تضع القوة هو العامل الرئيس بالحسم.
اما اذا عدنا للقرآن الكريم، فسرعان ما ستقع اعيننا مباشرة على" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" كتأكيد على هذه المعادلة.
اذا المعادلة معادلة قوة ولا شيء غير القوة وبكافة اشكالها.
ومسألة اعداد القوة على مستوى الامة، لحسم هذا الصراع ( لا اقول معركة ولا حرب انما هو صراع) بحاجة الى نقاش موسع ومطول ،فالموضوع ليس معركة بين اسرائيل وحماس، انما هو صراع بين طرفين ، طرف الصراع الاول تكتل جميعه خلف اسرائيل داعما وموجها ومزودا بكل ما يملك، اما الطرف الاخر فتبرعت حماس منفردة بالقتال عنه والباقي اكتفى بدور المتفرج والمراقب وينتظر قرارات محاكم لا اكثر.
يستحضرني هنا قول مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا إبان حربها على الارجنتين عندما استولت الاخيرة على جزر الفوكلاند التابعة للسيادة البريطانية ،استدعت مجلس الحرب فورا ، وقالت قولتها المشهورة " انا لست كالعرب اتسول حقوقي بنيويورك والمحاكم الدولية".
على اية حال ، شكرا لما قامت به جنوب افريقيا وبالرغم من رمزيته فقد عجزت عنه الكثير من الدول ، وهو بالنهاية "موقف" لا اكثر ولا نطالبها بأكثر من ذلك، والكل يعرف بقرارة نفسه انه مهما كان الحكم، فلن يغير مسار الحرب ولن تصغي اسرائيل له، لكن نحن كحال العاجز الذي لا يملك سوى التعلق باحبال الهوى.