نتنياهو مقتبس من الموروث الصهيوني الاجرامي
علي السنيد
26-01-2024 01:31 PM
محال دون ضغط دولي حقيقي، وتغير في موازين القوى العالمية ان يدرك قادة الكيان الصهيوني الغاصب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، او ان يعترفوا بحق الفلسطينيين في دولتهم التي تم احتلالها ، واخضاعها لمخططات الإبادة الجماعية و التهجير، وقتل الطموحات، والتطلعات الوطنية الفلسطينية ، وقد تحولت فلسطين الموشحة بالدماء ، والارواح الى هوية نضالية.
ومحال ان تترك الحركة الوطنية الفلسطينية مطالبها الوطنية المشروعة، او ان تتوقف عن مقاومتها الممتدة عبر الأجيال الفلسطينية مهما كانت التضحيات نظراً لقسوة المحتل، وايغاله بالقتل والدمار، وكون قادة الكيان الصهيوني ووزرائه وحكوماته مقتبسون من الموروث الاجرامي للعصابات الصهيونية التي تسببت في مأساة الشعب الفلسطيني تاريخياً . وهم نتاج التنشئة العنصرية التي يتلقونها من قبل رجال الدين المتعصبين، والجماعات الصهيونية، والمدارس المتطرفة، والتي تورثهم الاستعلاء، والاستكبار والبغي على أبناء ادم، وانكار إنسانية الفلسطينيين.
وهي تربية عنصرية تحكم نظرتهم للحياة على العموم ، وتترسخ في اطار مجتمع صهيوني مغلق لا ينتمي للحضارة، وقيم العصر الحديث، رغم كل وسائل الحياة الحديثة التي بين أيدي الصهاينة ، وذلك لان أفكارهم مستقاة من كم كبير من الخرافات، والاساطير التي تملئ رؤوسهم، وتضعهم فوق مستوى البشر.
وقادتهم السياسيون والامنيون القتلة تحركهم نوازع الكراهية، والانتقام تبعاً لدوافع الاحتلال الدموية، وهم كما يرى العالم اليوم يرتكبون المجازر بدم بارد ، وليست لديهم ضمائر او محرمات ، ويستسهلون ازهاق الأرواح البريئة، وتمزيق الجثث، ولا يتورعون عن قتل الأطفال، والرضع، والمدنيين ، ويجهزون على المرضى في المستشفيات، ويطاردون الموتى في المقابر، ولا حرمة عندهم للأموات ، ولا حصانة للصحفيين ، ويهدمون الكنائس، و المساجد ، ويدمرون الاحياء السكنية دون ان يرف لهم جفن، ولا تهمهم اعداد القتلى، وهم يتماهون في سلوكهم الاجرامي مع مجتمع موغل في التطرف، والعنف، والكراهية .
ولا شك ان هؤلاء القتلة يشكلون خطراً ماحقاً على الإنسانية، وحضارتها، وعلى العالم ان يتحرك لوقف العدوان، والتنكيل بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض والشرعية قبل ان تفقد هذه الانسانية قيمها ومبادئها التي انجزتها عبر قرون في مسيرتها نحو التحضر.
ولا مناص من دعم تحقيق المتطلبات الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الذي سيبقى يدافع عن ارضه، وحريته، وكرامته الوطنية مهما كانت التضحيات، واستمر امد الصراع.