جلالة الملك عندما يمتزج التاريخ بالمواقف
د. طلال الزبن بني صخر
26-01-2024 10:37 AM
بعد أن فارقنا الملك الإنسان الأب الحاني فخر العروبة والإسلام جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم حينها خيم الذهول على الشعب الأردني لا بل وعلى العرب والمسلمين والعالم أجمع ولم نكن آنذاك نتخيل الأردن بدون الحسين العظيم، كانت مرحلة صعبة على الجميع فلم يكن موت الملك بالخبر العابر أو الحدث العادي بل كان كالصاعقة على رؤوسنا.
فجاء جلالة الملك عبدالله الثاني على تركة ثقيلة لا يحملها الا الجبارين في ظل ظروف سياسية وإقليمية في منتهى التعقيد، فوقف في مجلس الأمة ليلقي أول خطاب له بين امل الأردنيين بقدوم المعزز، ودموعهم في رحيل الملك الباني.
وبدأت رحلة التحدي منذ اليوم الاول حيث ركب سفينة الوطن ليعبر بنا إلى بر الأمان، فتكاثرت عليه الأمواج وتعالى هديرها، وبدأت تتلاطم بعنف وقسوة فأصبحت الصواعق تحرق الصواري المحيطة بنا، فتارة تخرق سفينة وتارة تغرق أخرى وسفينة الأردن تستمر في مسيرتها وقبطاننا مازال يمخر بنا غباب البحر، كبر قبطاننا وكسى الشيب رأسه قبل سن المشيب، وما برح يعطينا الأمل ويشد من عزيمتنا لنبقى صامدون في وجه الدسائس والمؤامرات على وطننا وأمتنا.
ان الحرب الإسرائيلية البشعة التي تجاوزت يومها المئة مازالت مستمرة، ومازال الأردن مستمر بمواقفه الصامدة والثابتة رغم كل الظروف، فالجميع يعلم والله يعلم جهود جلالة الملك الدولية والإقليمية المكثفة والمتواصلة لوقف الحرب التي يشنها الاحتلال الغاشم بالإضافة الى ان الأردن مازال مستمر ايضاً في جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، وجمع التبرعات ويواصل دعم الأشقاء في كامل الأراضي الفلسطينية، حيث تم مؤخراً إرسال مستشفى ميداني إلى مدينة نابلس وكذلك إرسال مستشفى غزة/2 إلى منطقة خان يونس مزود بجميع الاحتياجات الطبية من أجهزة وأدوية وحاضنات خداج للأطفال.
بالختام نقول لجلالة لملك اننا نحمل معك ثقل المسؤولية ولن يتركك شعبك وحيدا ففي كل أردني هناك عبدالله وفي كل ذرة تراب من هذا الوطن هناك أردني يذود عن هذا الحمى بدمه وروحه جباهنا مرفوعة لا تركع الا لله، ولسان حالنا يقول كما عاهدك اجدادنا:
"أبشر بعزك يوم دك الطوابير"