فلسطين والعالم ينتظر صدور حكم محكمة العدل الدولية بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني، وفي وقت سابق من هذا الشهر تقدمت جنوب افريقيا دعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة. وقد لاقت تلك الدعوى استهجان من الكيان الإسرائيلي وداعميه وترحيباً وتأييداً من العديد من الدول والمنظمات والأفراد المناصرين لحق الشعب الفلسطيني باستعادة حريته وأرضه.
ومع دعوى جنوب افريقيا انضمت دولاً إليها ورافقت معها تقارير توضح الجرائم التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من الحكومة الإسرائيلية في غزة ، وقد تحركت حكومات غربية كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيرهما للوقوف بجانب إسرائيل في محاولة لإسقاط دعوى جنوب افريقيا والادعاء أن المشكلة بدأت في السابع من أكتوبر والفصائل الفلسطينية المسلحة التي توصمها بالإرهاب.
قائمة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية لا تعد ولا تحصى قد تحيلها إلى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة قادة ومسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب دولية، وتنفيذ أعمال قتل جماعي ممنهج بحق الشعب الفلسطيني وقد بدأت إرهاصاتها بتقديم محامين في سويسرا دعوى ضد الرئيس الإسرائيلي أثناء حضوره مؤتمر دولي،.وفي انتظار صدور حكم بشأن الجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة من محكمة العدل الدولية، يبقى الأمل وإن لم يتحقق الهدف من إدانة الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية أن الضمائر البشرية الحية ترفض الأعمال الوحشية واللإنسانية التي تمارسها دولة الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية، وسيأتي يوم تحاسب فيه إسرائيل على جميع ما اقترفته بحق فلسطين والفلسطينيين، وستقام الدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف، وسيكون الوقت قد فات على الكيان الصهيوني ليتدارك الخطيئة الكبرى باحتلال فلسطين وانتزاعها من أهلها بالقتل والطرد والاعتقال والتضييق المعيشي عليهم.
بينما الآمال تنعقد أن ينصر الله المظلومين في فلسطين ولو بخطوة تبدأ من محكمة العدل الدولية، لأن ذلك يعقبه عدة خطوات تؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه أمام استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وستقف دولة الاحتلال في نهاية المطاف عاجزة وحيدة هي ومن يدعمها.