لو أن البكاء يعيد صوتك الجميل إلينا بكيناك حتى لات حين بكاء، ولو أن المال يسترد روحك الغالية بذلنا الغالي والنفيس لكي تظل بيننا، ولو أن الحبر يعيد الغائبين لجفت محابرنا من فرط التحبير، ولكنها سنة الله في خلقه، وهذا أمر الله ولا راد له.
ينعاك يا فوزي الأهل والأصدقاء الذين صدقتهم فصدقوك الحب، تفتقدك عمان وجبالها، الثقافة ومثقفوها، الأدب ورواده، المنتديات وسدنتها، تبكيك اليراعات التي نذرتها للأدب والفكر والتاريخ وتحقيق التراث، تبكيك المجلات والصحف والدوريات، تبكيك أربعون كتابا ونيف تركتها صدقة عن روحك في ذاكرة الوطن، تبكيك محافل التشجيع والأكتاف التي كنت تربت عليها وظلت تربيتاتك عالقة في ذاكرة الجيل.
ماذا نقول لمكتبة الجامعة الأردنية وشقيقاتها، ماذا نقول لمكتبة شومان، كيف سأرتاد دونك الأماكن التي جمعتنا، أيقال في فقد الساكنين الروح أنهم غابوا، أيقال لكلماتي هذه رثاء، وأنا الذي ما زال قلمي لا يصدق نبأ رحيلك. إذا كان قلمي لا يصدق فماذا عساه قلبي يصدق يا صديقي يا فوزي؟.
ماذا أقول لديوان الهريس، للجياد، لمنتدى البيت العربي، لبيت الثقافة والفنون، للبيت الأدبي، للرواد، لدارة المشرق، لأسرة القلم، ماذا أقول لوزارة الثقافة، للإعلام، للتربية، لأفكار، لصوت الجيل.
ماذا أقول للجيل الذي كنت قبس النور في دروبه المظلمة، للكتاب العرب والأردنيين الذين أضأت على أعمالهم، ماذا أقول للتاريخ غير أنك حارس من حراسه وسادن من سدنته.
وداعا يا صديقي.. ورحمات الله تحفك.