الأردن وسوريا .. الأخوة العربية فوق كل خلاف
سمير الحباشنه
25-01-2024 12:21 AM
(1)
للتذكير فقط، ولا أضيف جديداً بأن البلدين الجارين الأردن و سوريا، دولتان لشعب واحد، وهو جزء من شعب عربي واحد، بل والأهم أنهما وعبر التاريخ، لم تنفصم عراهما، لا من حيث وحدة الأرض ولا الشعب ولا المصير ولا التطلعات. وأنفصالنا في بداية القرن الماضي كان جزءاً من مؤامرة كبرى اقترفها الغرب بحق العرب فحالت بين توقهم إلى الوحدة والانعتاق والتقدم.
وبالتالي أن أية معالجات للقضايا والمشاكل التي تهم البلدين، لابد أن تكون عبر التواصل والحوار والتنسيق والعمل معاً لمواجهة تلك القضايا والمشاكل. وحلها وفق مصلحة البلدين الشقيقين، التي هي بالنهاية مصلحة واحدة.
(2)
وبالتالي، فان قضية تصنيع المخدرات وتهريبها من أو عبر سوريا إلى الأردن ومن ثم الى دول الخليج العربي وربما إلى مصر.. قضية تحتاج الى تنسيق عالي المستوى، والتوافق على خطط مشتركة، لمكافحة هذه الآفة الضارة بشبابنا في سوريا وفي الأردن وفي كل أقطارنا. والعمل على تنفيذ تلك الخطط بجهود سياسية وأمنية مشتركة بين الأجهزة المعنية في سوريا والأردن.
وأعتقد جازماً، أن توفر النوايا الحسنة والنظر إلى الشقيقة بطيبة ومحبة، شرط رئيس من أجل دمج المصلحتين الأردنية والسورية لتصبح مصلحة واحدة، وهو السبيل الوحيد نحو معالجة جذرية لهذه الآفة اللعينة.
علما أن البيانين اللذين صدرا أمس الأول في عمان ودمشق أشرا و بوضوح إلى رغبة كل من الأردن وسوريا، على التعاون ومد يد العون والعمل معاً.
ومن الأهمية التذكير، بأننا ننظر إلى المستقبل معاً بعين و قلب وعقل واحد، ونعلم أن أولوية كل من البلدين الشقيقين مواجهة عدو مجرم، يرتكب أعتى المجازر بحق شعبنا العربي الفلسطيني في غزة و الضفة الغربية، ولا يتوقف عدوانه على سوريا يومياً، بل ويتربص ويتحضر كما يقول عتات الصهيونية «بأن أسرائيل لابد وأن تخوض حرباً مع الأردن».
(3)
وأني أرى أنه لا جدوى من أي حديث يزيد من شقة الخلاف، فيخرج الأمر عن هدفه المنشود والمتمثل بمكافحة آفة الأرهاب وتهريب المخدرات والسلاح التي تضر بالأردن و سوريا في آن معاً. وتقتضي ضرورة الأخوة أن نُعلي من شأنها فوق كل خلاف، وذلك بالعمل المشترك الواحد بين كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلدين الشقيقين، لمواجهة ذلك، بتسيير دوريات مشتركة على الحدود، وتبادل المعلومات الاستخبارية بصورة منتظمة، بما في ذلك تنسيق الأعمال العسكرية على الأرض وفي الجو.
وبعد.. إن الذي يستهدف سوريا بالضرر هو بالضرورة يستهدف الأردن، والعكس صحيح.
والله ومصلحة البلدين العربيين الشقيقين من وراء القصد.
"الرأي"