حاول الأردن التقارب مع سوريا بل تقريبها إلى الحضن العربي لهدف سياسي هو عدم تركها بيد ايران والتخلص من موضوع مهربي المخدرات والسلاح الذين تشرف عليهم إيران.

نجح الأردن في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية فكان عربون تقارب لكن سوريا لم تفعل شيئا"!!! تواصل الأردن مع النظام السوري كي يسيطر على الجنوب السوري لكن ظهر للجميع أن الجنوب السوري تحتله إيران وبناء على ذلك لم يقطف الأردن ثمرة التقارب فكان لا بد من استمرار التصدي لمهربي إيران ، بينما إيران مصرة على الدخول إلى الأردن لتخريبه كما فعلت في سوريا والعراق واليمن ولبنان .

استمر التهريب والقتال بالسلاح الثقيل في حرب استنزاف دائمة يومية. غير الأردن قواعد الاشتباك فقرر عدم انتظار وصولهم إلى الحدود وقرر مطاردتهم داخل الأرض السورية لانه لا أحد يمكن أن يظن أن الأردن يريد احتلال أراض سورية بل الوصول إلى أوكار عملاء إيران فكانت عملية سلاح الجو الأردني في السويداء والتي على ما يبدو قد طال شررها إلى إصابات في المدنيين من أهل المنطقة " بني معروف" حيث يختبئ المهربون هناك بين الناس .

وهذا لا يريده الأردن لانه يرتبط مع الدروز برباط تاريخي من أول رئيس وزراء في الأردن الدرزي رشيد طليع والعلاقة مع ال الأطرش والى اليوم حيث وزير خارجية الأردن من الدروز . وعلى ما يبدو أن النظام السوري قد وجد الفرصة مناسبة لرفع الصوت في وجه الأردن وتهديده بينما هو لا يفعل شيئا" تجاه الطيران الإسرائيلي الذي يمرح ويسرح في سوريا شرقا" وغربا" . ويبدو أن تحريك النظام السوري ضد الأردن كان بأوامر من إيران التي تريد استغلال أية فرصة وآية ثغرة للنيل من الأردن .

الأردن لا يريد شيئا" من سوريا ولا من نظامها ولا يتدخل في الشأن السوري اللهم إلا أن يضبط النظام السوري حدوده لان عمليات استنزاف إيران للأردن عبر التهريب يأتي ضمن التوتر في المنطقة حيث يشعر الأردن بأنه في خطر من كل الجهات. سيعمد الأردن للاتصال بالنظام السوري لإيضاح ما جرى وليؤكد على مطلبه في ضبط الحدود وعلى أقل تقدير ليمنع الأردن أي تطور سلبي في العلاقة بين البلدين بتأثير رأس الأفعى ايران.