facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محكمة العدل العليا حول أوكرانيا وغزة


د.حسام العتوم
23-01-2024 12:34 PM

لفت انتباهي أن محكمة العدل العليا المستقلة، والتي هي أرفع محكمة قانونية ناطقة بإسم مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وميثاقها، والتي تأسست عام 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية، وحلت محل المحكمة الدائمة للعدل الدولية، ومقرها لاهاي بهولندا، قررت الطلب من روسيا وقف الحرب في أوكرانيا من جانب واحد بتاريخ 16/ أذار/ 2022، أي بعد حوالي أقل من شهر على اندلاع العملية الروسية الخاصة الإستباقية الدفاعية التحريرية بتاريخ 24/ شباط/ 2022، من دون أن تكلّف نفسها توجيه لجنة تقصي حقائق ميدانية لمعرفة حقيقة العملية/ الحرب وأسرارها وما وقف خلفها وأدراها.

ويقود محكمة العدل والتي يختلف دورها عن المحكمة الجنائية التي تأسست عام 2002 التي تخصصت في محاكمة الأفراد في جرائم الحرب والإبادة، وقضاة مستقلون، محترفون، وخبراء دوليون، ومعروفون بنزاهتهم. وهنا أخشى أن لا تساند محكمة العدل الدولية بنفس الطريقة الشعب الفلسطيني بعد تعرضه لجريمة ابادة إسرائيلية في غزة في وقت لم تستطع فيه اثبات ارتكاب نظام "كييف" لجريمة حرب وابادة مماثلة بين عامي 1914 و2022 في الدونباس .

فالحرب " الأوكرانية " المعروفة هكذا تضليلا، لا تعتبرها روسيا حربا بل عملية عسكرية خاصة محدودة الأهداف، وهي غير موجهة لإحتلال أوكرانيا أو لاستهداف الأوكران . وروسيا الاتحادية تمكنت مبكرا من رصد مؤامرة تحركت ضدها من وسط التيار البنديري ( الاصلاحي ) المتطرف، ومن طرف نظام " كييف " السياسي المتطرف أيضا في قلب الثورات البرتقالية عام 2007 في عهد الرئيس الأوكراني ليونيد كوجما، ووسط انقلاب " كييف " عام 1914 الدموي الذي استهدف الحضور الروسي في الأراضي الأوكرانية بهدف اجثاثه واستبداله بحضور غربي أمريكي ولقوات حلف الناتو "، وليس الاطاحة بآخر رئيس أوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج فقط . وبالتعاون استخباريا مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب . وتمكنت روسيا من رصد جريمة حرب وابادة نفذتها " كييف " ولا تزال ضد الأوكران والروس في منطقة " الدونباس " راح ضحيتها أكثر من 14 الفا وتشريد غيرهم . وصبرت موسكو طويلا حول ما جرى من مآسي بشرية حقيقية .

وتمكنت روسيا من اكتشاف حراك أوكراني غربي يحمل علامات استفهامية، مرتبط بجهود ملوثة لوجستية وتقنية غربية أمريكية استطاعت بناء أكثر من 30 مركزا بيولوجيا ذات علاقة بجائحة كورونا " COVID 9 " وبثها فوق فضاء المنطقة السلافية – السوفيتية السابقة والروسية. وبعد انقلاب " كييف " أعادت روسيا لعرينها اقليم قرمها التاريخي. وارتكزت في عمليتها العسكرية الخاصة على اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 التي لا تسمح للدول المستقلة الانضمام لأي حلف معادي مثل "الناتو" . وعلى مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها. وبعد قرابة العامين على العملية الخاصة تمكنت روسيا من تحرير أقاليم " الدونباس – لوغانسك ودونيتسك " وخيرسون وزاباروجا، وكلما طالت الحرب من طرف " كييف " و" الناتو " بالوكالة، كلما اتيحت الفرصة لموسكو أن تحرر أقاليما أخرى لتحصين منطقة الدونباس مثل (خاركوف وأوديسا ونيكولاي – الدنيبر) .

ورصدت موسكو اعتداء على خط الغاز " نورد ستريم 2 "، وعلى جسر القرم، وأكثر من مرة، وعلى المواطنين الروس في مدن " بيلغاراد، وفارونيج، وموسكو" عبر المسيّرات. بينما لا تسخدم روسيا المسيّرات إلا لأغراض عسكرية ولا تستهدف المواطنين الأوكران، وتنتقد في المقابل تصرف إسرائيل المشين في التطاول على الفلسطينيين المسالمين في غزة والضفة الغربية، والتسبب في جريمة حرب وابادة سيصعب على محكمة العدل الدولية البت بها على غرار جريمة أوكرانيا " كييف " . وبطبيعة الحال يصعب على المدرسة السياسية الأمريكية في العالم المساندة لأحادية القطب تفهم موقف روسيا من العملية/ الحرب الأوكرانية ومع "الناتو" بالوكالة، وتبقى المدرسة الروسية السياسية الداعمة لتعدد الاقطاب الأكثر تفهما لمجريات الحربين في أوكرانيا وغزة . وهاهو نتنياهو يرفض الدولة الفلسطينية في المقابل ويكشف عن أنياب التحالف الإسرائيلي والغربي الأمريكي الرافض للسلام العادل .

لعل أكثر ما يرعب العالم الباحث عن السلام هو اختراق الصهيونية والماسونية لكبريات المؤسسات القانونية في العالم مثل " الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وحقوق الانسان، ومحكمة الجنايات الكبرى، ومحكمة العدل الدولية" وغيرهم من التجمعات الاقتصادية الكبيرة مثل "بريكس" و" شنغاهاي " . ودليلي هنا هو اخراج روسيا المجحف من مؤسسة حقوق الإنسان مثلا وهي الأكثر تمسكا بالقانون الدولي وسط الدول العملاقة في العالم .

ولقد أخطأت الهدف الدكتورة "سيما بحوث" العاملة في الأمم المتحدة في مجال شؤون المرأة عندما فسّرت تسبب إسرائيل في قتل النساء والأطفال وغيرهم في غزة بإعتبارها جريمة حرب وابادة جماعية تعود لهجمة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ 2023 .

ولقد ساهمت شخصيا وأكثر من مرة عبر الاعلام الأردني والعربي والدولي الروسي بتوضيح بأن حماس – حركة التحرر العربية والإسلامية والأيدولوجيا ليست ارهابية كما تنعتها إسرائيل الاحتلالية الاستيطانية والغرب الأمريكي، وليس هي من بدأت الحرب على إسرائيل، وانما العكس هي وكل المقاومة الفلسطينية والعربية والنظام العربي في حالة حرب مع إسرائيل منذ 75 عاما وأكثر .

وجرائم إسرائيل بحق العرب والفلسطينيين كارثية تشبه " الهولوكوست " التي استهدفت اليهود في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وغيرهم كثر من شعوب العالم . واذا كنا نحن العرب غير قادرين على تفسير مشهد حروب إسرائيل معنا، فكيف بنا أن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا أمام الرأي العام العالمي ؟ وكيف بإمكاننا أن نقنع محكمة العدل الدولية بعدالة قضية فلسطين وقضايا العرب الاحتلالية في زمننا المعاصر ؟ لننظر لإسرائيل كيف تتصرف كما الثور الهائج بعد السابع من أكتوبر، فنراها تنفرد بقتل الفلسطينيين المسالمين في قطاع غزة والضفة الغربية، وتتعاون مع أمريكا – بايدن سرا في الدعوة عبر أمريكا علنا لتحقيق سرابية ( حل الدولتين )، ويعود نتنياهو في المساء ليعلن رفضه للدولة الفلسطينية. وتواصل إسرائيل – الليكود المتطرف ونتنياهو الأكثر تطرفا قتل الفلسطينيين عمدا ومع سبق الإصرار، وتطالب عبر أمريكا -أنتوني بلينكين وزير الخارجية، وبريت ماكغورك كبير مستشاري جو – بايدن مواصلة مساعي إسرائيل للإفراج عن المعتقلين الإسرائيليين مؤقتا لدى حماس، وعددهم قليل. عجبي ؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :