اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم السبت الماضي لبحث تطورات الوضع في ليبيا ولبحث الأحداث الساخنة في المنطقة, جاء متأخرا جدا..

ونستغرب جدا هذا التلكؤ في الحراك العربي الرسمي الذي يوحي بغياب أو تغييب النظام العربي إزاء ما يجري في ليبيا وفي اليمن..حيث تستخدم القوة المفرطة جدا ضد مئات الألوف من المواطنين المحتجين في الميادين العامة..وواضح جدا أن الحراك الأميركي والأوروبي أسرع من الحراك العربي..وحتى أن القرارات والتدابير والسيناريوهات الأطلسية المعلنة حتى اليوم متقدمة وأشد قوة وفعلا من العربية..

إن شبه الصمت العربي الرسمي إزاء سقوط مئات القتلى وألاف الجرحى من المواطنين العرب في ليبيا وفي اليمن جراء استخدام الرصاص الحي والقذائف والصواريخ التي يطلقها المرتزقة والإنتهازيون المنتفعون المجندون في خدمة نظام الحكم لا يجوز تبريره بأي حال من الأحوال.. وإن تعليق أو تجميد مشاركة ليبيا في اجتماعات وفعاليات جامعة الدول العربية ليس بالإجراء المقنع أبدا..فالقذافي كان قد طلق انتماءه للعروبة بالثلاث واتجه نحوالدول الإفريقية ليشتري علاقاته معها بأموال الشعب الليبي المنكوب..وسيف الإسلام الذي هو الإبن الأكبر للرئيس القذافي قد وجه إهانات للعرب مستخدما ألفاظا غير مسبوقة..علما بأنه ليس له صفة رسمية تؤهله لقول أي كلام..

وقد بلغ الاستبداد من القذافي ان قصف المدن والمنشأت النفطية بقذائف صاروخية من الجو والبر والبحر، مؤكدا بأنه على استعداد لابادة الشعب الليبي وتدمير مدنه وحرق منشآته ومؤسساته المدنية اذا ما استمر الشعب الليبي بالمطالبة بتنحيه ورحيله مع اسرته وابنائه...

ان ما يجري في ليبيا واليمن من استخدام للقوة المفرطة ضد الشعبين الشقيقين هناك لا يجوز السكوت عليه ابدا..

واللافت ان استخدام القوة العسكرية في ليبيا هو احد خيارات واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى الحليفة...

وما دامت الشعوب هي صاحبة السلطات شرعا في اي دولة في العالم ومن حقها تقرير مصيرها بنفسها، فان على الدول العربية ومنشآتها ومؤسساتها احترام ارادة الشعبين الشقيقين في ليبيا واليمن ودعمهما ماديا ومعنويا..

وعلى الدول العربية ان تضع في حساباتها احتمال تدخل عسكري اطلسي في ليبيا، وعندئذ سيكون السيف قد سبق العذل.. وفات اوان اي تدخل عربي مفيد.. وان اخشى ما نخشاه هو ان يكون موقف النظام العربي الرسمي ازاء ما يجري في ليبيا واليمن شبيه بموقفه ازاء الغزوالعسكري الاطلسي للعراق الشقيق...

وهنا تكون الكارثة التي لن تغفرها الشعوب العربية ابدا..

فحذار حذار من استمرار هذا الصمت والتلكؤ العربي الرسمي ازاء ما ينفذه حكام ليبيا واليمن من مجازر وعمليات تدمير ضد الشعبين الشقيقين....

(الرأي)