السهمُ الذي يصرعُ النسرَ، مصنوعٌ من ريشِه.
ويد الفاس التي تقطع الشجرة مأخوذة من جذعها، ولولاها لأضحت الفأس قطعة حديد خردة، لا ضرر منها ولا نفع.
ومن أمثالنا الشعبية: «سوس الخشب منّه فيه».
تلكم أمثالٌ وحِكم وأقوال، هي خلاصة و»أسنس» تجارب طويلة مريرة لخصتها الشعوب برشاقة واقتصاد في الكلام.
حينما نتابع مصادر الإشاعات الرخيصة التي تستهدف بلدنا؛ نجد انها من انتاج واخراج وديكور وسيناريو كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي اوجعته مواقف شعبنا وملكنا وولي عهدنا وملكتنا وحكومتنا وبرلماننا وإعلامنا وأحزابنا.
لقد فضح الأردن بلا هوادة، الأسانيد والحجج والذرائع التي ساقها وتلطّى خلفها الكيانُ العدواني الإسرائيلي عقوداً طويلة، حيث ساقَ الإعلامُ الصهيوني والمتصهين، الثري، المتمكن، وخدع وضلل وعي العالم، مقدماً إسرائيل كضحية والشعب العربي الفلسطيني شعباً عدوانياً إرهابياً.
لم تتوقف الإشاعات المتقنة التركيب والتلفيق، وتلك الهشة الضعيفة، على امتداد عمر هذا الوطن العربي الجميل الخشن الوعر الصلب.
تعايش الأردن مع التحديات والإشاعات والظلم والجحود والنكران والانتقاص، ولم يهز ذلك شعرةً من شواربنا ولم تغبّر على بسطار عسكري ولا شاويش.
لكن العجيب الغريب المريب، ان يحمل نفرٌ من أبناء الأردن، سردية العدو الإسرائيلي، فينقلون عنه إشاعاته وضدياته وتلفيقاته على بلادهم.
يطلق الموساد الإسرائيلي الإشاعات ضدنا بلا توقف، وهذا طبيعي ومنتظر ومتوقع؛ ولا نتوقع غيره.
وأما غير الطبيعي، فهو ان يحمل طبولَ ومزاميرَ وشبّابة تلك الأكاذيب الصهيونية، طبولٌ وعجولٌ ومزاودون منا، بعضهم تقاعد بمركزٍ ورتبة كبيرة، وبعضهم من ذوي أعلى الأصوات ضد الصهيونية والتطبيع.
عمّا قريب، ستشتد الحملة ضد الملك وولي العهد والملكة ورؤساء الحكومة والأعيان والنواب، فقد اوجعناهم وفضحناهم ورزّلناهم في العالم.
وهاكم عينة،
كتب البروفسور أيال زيسر المؤرخ الإسرائيلي في «إسرائيل اليوم» بتاريخ 19.11.2023، ان الأردن «مملكة مصطنعة مقامة على أراضينا، فماذا بعد الأردن؟»
ويضيف: «قد نتجاهل ما يقوله الأردنيون، لكن الأدق هو وضع خطوط حمراء لما يمكن لإسرائيل أن تحتم له من الملك ومن الملكة، ومن كل اعوانهما».
يكفي عمل بعضنا لدى المحتل بوعي او بدون وعي !
الدستور