ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني (5)
اللواء المتقاعد مروان العمد
22-01-2024 01:49 PM
اتابع حديثي اليوم عن الديمقراطية الإسرائيلية و الارهاب الفلسطيني . وكنت قد تحدثت في القسم السابق عن تأسيس تلك الدولة الديمقراطية ، واعتراف الامم المتحدة بها بتاريخ 14 / 5 / 1948 استناداً لقرار التقسيم الصادر بتاريخ 1947 / 11 / 29 . والذي اعطى الكيان الإسرائيلي 7 .55 % من مساحة فلسطين . واعطى العرب 3 . 42 .% منها . و وضع المساحة الباقية ، والتي تشمل القدس وبيت لحم وما حولهما تحت الوصاية الدولية . الا انه وعند اعلان وثيقة قيام دولة إسرائيل ، فقد شمل هذا الاعلان 78 % من الاراضي الفلسطينية . والتي لم يتبقى منها سوى 22 % . و تشمل الضفة الغربية التي تم توحيدها مع الاردن عام 1950. وقطاع غزة الذي تم وضعه تحت الادارة المصرية . وسوف استعرض الآن بعض ممارسات هذه الدولة الديمقراطية من لحظة اعلانها ولغاية عام 1967 .
أولاً / مجزرة قبية / التي وقعت بتاريخ 14 اكتوبر 1953 . حيث قامت وحدة من المظليين مع الوحدة 101 قوات خاصة من الجيش الاسرائيلي ، بقيادة ارئيل شارون ، باقتحام قرية قبية في الضفة الغربية . و قامت باطلاق النار والقنابل اليدوية على السكان من نوافذ منازلهم . كما هدمت 45 منزلا ، بالاضافة الى مدرسة ، ومسجد ، وخزان مياه القرية ، وقتل 74 من سكانها اغلبهم من النساء والاطفال ، دون اي اصابة بالجيش الاسرائيلي .
ثانيا / مجزرة قلقيلية / والتي وقعت في العاشر من اكتوبر 1956 . حيث قامت مفرزة من الجيش الإسرائيلي ، ترافقها كتيبة مدفعية ، وعشر طائرات مقاتلة ، بالهجوم علي القرية الواقعة على الخط الاخضر بين الاراضي المحتلة والضفة الغربية . وقامت في البداية بقصفها بالمدفعية والطائرات ، ثم هاجمت سكانها العزل من السلاح واطلقت عليهم الرصاص . مما ادى الى مقتل 70 من سكانها من مختلف الاعمار . دون اي اصابة بالقوة المهاجمة .
ثالثا / مجزرة كفر قاسم / و بتاريخ 29 اكتوبر 1956 قام حرس الحدود الإسرائيلي بالهجوم على مواطنين عزل من السلاح ، يقيمون في المثلث الحدودي مع الضفة الغربية . والذي يضم احد عشر قرية منها كفر قاسم . وكان ذلك في اليوم الاول من العدوان الثلاثي على مصر . وكان قد تم فرض منع التجول بالمثلث بحجة الحرب ، ولكن لم يتم ابلاغ مخاتير هذه القرى بموعد سريانه . مع اعطاء اوامر للقوات الاسرائيلية باطلاق الرصاص على كل من يخالف هذا القرار من. لحظة سريانه . وقد نتج عن ذلك قتل 49 من سكنها ، منهم 23 طفلا دون الثامنة عشر من العمر . وقد قام بن غوريون بالتستر على هذه المجزرة ، وقام باحالة من شارك بها الى محاكمة صورية ، وتم اطلق سراحهم جميعاً بتاريخ 16 / 10 / 1958 . اما قائد قوة الهجوم فقد حكم عليه بالتوبيخ ودفع غرامة مالية مقدارها قرش إسرائيلي واحد .
رابعا / مشاركة دولة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر في الفترة من 29 اكتوبر وحتى 7 نوفمبر . و ذلك نتجة قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس على اثر ازمة تمويل بناء السد العالي .وكان الدور الإسرائيلي احتلال سيناء والوصول لضفة القناة ، وان تقوم كل من بريطانيا وفرنسا بالهجوم على مصر بحجة الفصل بين المتقاتلين و حماية القناة . الى انه نتيجة الانذار الروسي ، والطلب الامريكي ، فقد انسحبت القوات المعتدية بعد ان قامت القوات الإسرائيلية بدفن العشرات من الجنود المصريين في رمال صحراء سيناء احياء .
خامسا / مجازر مخيمي خان يونس ورفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة / والتي نفذها الجيش الإسرائيلي اثناء العدوان الثلاثي ، وذلك بحجة تواجد فدائيين فلسطينيين فيهما . حيث قام بالهجوم على مخيم خان يونس في الثالت من نوفمبر ، وارتكب مذبحة بحق سكانه راح ضحيتها اكثر من 250 فلسطيني . وبعد تسعة ايام من هذا التاريخ تم تنفيذ مذبحة اخرى في نفس المخيم راح ضحيتها 275 فلسطيني ، ومذبحة ثالثة بنفس اليوم في مخيم رفح راح ضحيتها مائة فلسطيني . وذلك عن طريق اطلاق الرصاص على المواطنين داخل منازلهم ، او تنفيذ حكم الاعدام ببعضهم في الشوارع والميادين العامة . في حين تم اعدام بعضهم خارج المخيمات ، ولم يتمكن السكان من العثور عل جثثهم الى ان عثر الصليب الاحمر على مقبرة جماعية احتوت جثث اربعين فلسطينياً اصيبوا برصاصة في الجزء الخلفي من الرأس .
خامسا - معركة السموع بتاريخ 13 نوفمبر 1966، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً كبيرا على بلدة السموع الواقعة على بعد اربعة كيلومترات عن مدينة الخليل ، وقد بلغ عدد الجنود الصهاينة المشاركين في الهجوم ما بين ثلاثة واربعة الالف جندي ، معززين بعدد من الطائرات و 60 مركبة نصف مجنزرة ، بحجة وجود قاعده للفدائيين فيها . الا ان الخبراء اكدوا ان الهجوم الهجوم هو استدراج الجيش الاردني للحرب ، والسيطرة على المزيد من الارض . وقد تصدى لهذا الهجوم ، لواء حطين بقيادة العقيد في ذلك الوقت بهجت المحيسن ، وبدعم من ثلاث طائرات هوكر هنتر . وقد هدفت القوات الاسرائلية الوصول الى بلدة السموع ، في حين ارسلت قوة اصغر الى بلدة يطا لخداع الجيش الاردني . الا ان هذه الحيلة لم تنطلي علية . وخاض الجيشان معركة عنيفة على مرتفعات السموع ، كانت الغلبة فيها للجيش الاردني رغم قلة امكانياته . معتمداً على عزيمته وحسن تدريبه . وتراجعت القوات المعتدية عند المساء خارج الحدود . وقد تمكنت الطائرات الاردنية من اسقاط ثلاث طائرات معادية ، في حين سقطت طائرة اردنية واستشهد قائدها الشهيد الطيار موفق السلطي . واصيبت طائرة ثانية كان يقودها النقيب الطيار في ذلك الوقت إحسان شردم ، والذي تمكن من النجاة والقفز بالمظلة ، كما ان هيكل الطائرة لم يتعرض للكثير من الاضرار ، وهو الذي تم وضعه عند صرح الشهيد احياء لذكرى هذه المعركة . و تمكنت القوات الاردنية من الحصول على عدة غنائم من اسلحة العدو ، قام قائد اللواء بتسليم عينات منها لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ، والذي تواجد في ساحة المعركة لتفقد القوات الاردنية ورفع معنوياتها . وقد استشهد في هذه المعركة الرائد محمد ضيف الله الهباهبه ، وثلاثة عشر من جنود اللواء . واصيب قائد اللواء بهجت المحيسن ببعض الاصابات الطفيفة ، في حين اخفى الجيش الإسرائيلي خسائره البشرية وبالمعدات ، ولم يصرح بها لفرق التحقيق الدولية التي شكلت من مجلس الامن لهذه الغاية . الا انه من الثابت انه لحقت به العديد من الخسائر ، ومن بينها مقتل العقيد يواف شاهام / قائد لواء المظليين وقائد القوة المهاجمة .
ثم كانت 1967 والتي نعرف نتائجها، واهمها سقوط الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، وصحراء سيناء تحت سيطرة الدولة الاسرائيلية الديمقراطية. وما ترتب على ذلك من موجات نزوح جديدة للشعب الفلسطيني.
يتبع