facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الصعود الروسي .. هل سيغير النظام العالمي؟


رائد اسماعيل النسور
22-01-2024 08:01 AM

بعدما عاش العالم لمدة 44 عام بنظام ثنائي القطبية 1945 - 1989 ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الذي اعلن عن تفككه واستقلال الجمهوريات السوفيتية انذاك في 26/12/1991، ومنذ ذاك الحين ( اي منذ عام 1989) ونحن نُحكم بنظام عالمي احادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بما يقارب 35 عام بالعمل بهذا النظام الاحادي، والذي يحمل النهج الرأسمالي.

تعود روسيا الاتحادية ومنذ ما يقارب ال 15 عاما بمحاولة اعادة النظام الدولي من جديد الى ثنائية القطبية وبدأت بفرض هيمنتها بدول الشرق الأوسط مستثمرة في ذلك الربيع العربي وحكم الديمقراطيين بقيادة الرئيس باراك اوباما، فكانت روسيا من يتخذ القرار بالصراع في سوريا وكانت جزءا رئيسا في قرار ليبيا وما يحدث باليمن والتقارب من ايران وتطوير العلاقات مع تركيا والمقاربة مع مصر مع بقاء العلاقات مرحلية مع السعودية والامارات.

هذا كله ادى الى تخوفات امريكية واوروبية من سرعة التصاعد الروسي واستمرار تعزيز نفوذه في العالم والارث التاريخي مع الصين التي اصبحت قوة اقتصادية لا يمكن ايقافها.

والحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا اخذت منحنى اخر فهي بمثابة تهديد صريح للمصالح الامريكية وقدرتها على الثباب او تطوير نفوذها العالمي، وبالتالي يعتبر اعادة لنضوج فكرة ثنائي القطبية لدى روسيا الاتحادية واحتمالية كبيرة لايمان مجموعة من دول العالم باعادة تشكيل النظام العالمي اما بثنائي القطبية او تعدد القطبية.

فما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية من عوامل قوة ابرزها بعدها الجغرافي عن مناطق الصراع والحروب وهيمنتها الاقتصادية على الدول وخاصة دول العالم الثالث وقدرتها بالتاثير بالقرار السياسي لها وقوتها العسكرية ومساحتها الجغرافية، كل هذه العوامل وغيرها قد تفقدها او تفقد جزء منها خاصة وان التطور التكنولوجي ينعكس مباشرة على تطوير الاسلحة وبهذا امكانية تهديد ضرب امريكيا عسكريا عبر القارات اصبحت واردة، وتأثيرها بالقرار السياسي سينخفض في ظل التطور الديمقراطي والحريات العامة في دول العالم الثالث الذين قد ارهقهم النظام الاقتصادي الرأسمالي، واحتمالية ايجاد صراعات في القارة الامريكية اصبحت واردة، بالاضافة الى ذلك فان الحرب الروسية الأوكرانية لم تنتهِ بعد وان الدعم الامريكي الاوروبي الكبير لأوكرانيا لم يحول باقل تقدير لوقف الحرب او ايجاد حالة من التوازن، وايضا اعلان روسيا عن معامل بيولوجية وعسكرية تقوم بها امريكا باوكرانيا، فهذا يعزز مكانة روسيا عالميا كقوة عسكرية واقتصادية وسياسية.

على صعيد آخر فإن الحرب الاسرائيلية على غزة وبدعم امريكي منقطع النظير عسكري وسياسي واعلامي لم يفي بالغرض لتكون الولايات المتحدة الأمريكية هي من تسيطر على العالم وتحديدا على منطقة الشرق الأوسط وان الدولة العظمى بالاقليم ( إسرائيل) انهارت عسكريا امام مقاومة شعبية يحملون سلاح تقليدي وتصنيع محلي ولا يمتلكون الصواريخ بعيده المدى ولا سلاح جو عسكري ويخلو من الدبابات والمجنزرات، وبهذا تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد خسرت ما يفترض بها انها من تقوم بالحروب بالنيابة عنها ومن تسيطر على المنطقة عسكريا وسياسيا.

كل هذا وغيره من العوامل التي ذكرت وغيرها ستكون امام بداية تغير للنظام العالمي وعودة نظام ثنائي القطبية او التعددية الدولية، ام ستكون مجرد محاولة فاشلة لروسيا الاتحادية وتعيد الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها وسيطرتها من جديد عقب اجراء انتخابات رئاسية ينتصر فيها الجمهوريين؟..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :